الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وإن علق عتقه بتظهره وتظاهر [ فوجهان ] ( م 16 ) ولو نجزه عن ظهاره .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          ( مسألة 16 ) قوله : وإن علق عتقه بتظهره فتظاهر فوجهان ، انتهى .

                                                                                                          أتى في هذه المسألة بصيغتين ، الأولى تظهره ، من التظهر ، التفعل ، والثانية التظاهر : وهو التفاعل . والظاهر أن معناهما واحد ، وقد ورد القرآن بهما ، ومعنى المسألة أن يعلق عتق عبد على ظهاره ، فإذا ظاهر عتق ، وإذا عتق فهل يجزئ عن هذا الظهار أم لا ؟ أطلق الخلاف ، والصواب أنه لا يجزئه ، أشبه ما لو علق عتقه بصفة فوجدت بعد ظهاره ، والله أعلم ، وقدم ابن رزين في شرحه الإجزاء فقال : أجزأه عنها ، لأنه نوى عتقه بعد السبب .

                                                                                                          وقال في المغني والشارح آخر الباب : وإن قال لعبده : إن تظهرت فأنت حر عن ظهاري ثم ظاهر من امرأته عتق العبد ، لوجود الشرط ، وهل يجزئه عن الظهار ؟ فيه وجهان : الإجزاء لأنه عتق بعد الظهار وقد نوى إعتاقه عن الكفارة ، وعدمه ، لأن عتقه مستحق لسبب آخر وهو الشرط ، لأن النية لم توجد عند عتق العبد ، والنية عند التعليق لا تجزئ ; لأنه تقديم لها [ ص: 500 ] على سببها . زاد في المغني : وإن قال لعبده إن تظاهرت فأنت حر عن ظهاري فالحكم فيه كذلك ، لأنه تعليق لعتقه على المظاهرة ، انتهى




                                                                                                          الخدمات العلمية