الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وإن نذر صوما فتركه لكبر أو مرض لا يرجى برؤه أطعم كل يوم مسكينا ، وكفر ، نص عليه ، وعنه : يطعم فقط ، وقيل : يكفر ، وذكره ابن عقيل رواية كغير صوم .

                                                                                                          وفي النوادر احتمال بصيام عنه ، وسبق في فعل الولي عنه أنه ذكره القاضي في الخلاف ، وكذا إن نذره عاجزا ، نقل أبو طالب ما كان نذر معصية أو لا يقدر عليه ففيه كفارة يمين ، وتقدمت رواية الشالنجي ، ومرادهم غير الحج ، وإلا فلو نذر معضوب أو صحيح ألف حجة لزمه . ويحج عنه ، والمراد : لا يطيقه ، ولا شيئا منه ، وإلا أتى بما يطيقه منه وكفر للباقي ، وكذا أطلق شيخنا فقال : القادر على فعل المنذور يلزمه وإلا فله أن يكفر لقوله صلى الله عليه وسلم { كفارة النذر كفارة يمين } ولأمره لأخت عقبة بن عامر أن تمشي وتكفر ، فأما إن نذر من لا يجد زادا ولا راحلة الحج فإن وجدهما لزمه بالنذر السابق وإلا لم يلزمه ، كالحج الواجب بأصل الشرع ، ذكره في الخلاف ، في فعل الولي عنه .

                                                                                                          وفي عيون المسائل في ضمان المجهول أكثر ما فيه أن يظهر من الدين ما يعجز عن أدائه ، وذلك لا يمنع صحة الضمان ، كما لو نذرا ألف حجة ، أو الصدقة بمائة ألف دينار ولا يملك قيراطا فإنه يصح ، لأنه ورط نفسه في ذلك برضاه ، وقيل : لا ينعقد ، وإن نذر عتق عبد الله فأتلفه كفر ، كتلفه ، نص عليه ، [ ص: 412 ] واحتج بحديث عقبة في الفائت وما عجز عنه ، لأن غاية العتق جهة العبد المعتق ، ولا غاية بعده ، بخلاف أضحية نذر ، لبقاء جهة الفقراء المستحقين ، وقيل : قيمته في رقاب .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية