الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كان يجد الإبل فاشترى بقرة فنحرها وقد كانت وجبت عليه بدنة أيجزئه في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : فإن لم يجد الإبل اشترى البقر ، قال : قال لي مالك : والبقر أقرب شيء من البدن .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وإنما ذلك عندي إن لم يجد بدنة أي إذا قصرت النفقة فلم تبلغ نفقته بدنة وسع له أن يهدي من البقر وإن لم يبلغ نفقته البقر اشترى الغنم ، قال : ولا يجزئه في قول مالك أن يشتري البقر إذا كان عليه بدنة ، إلا أن لا يبلغ نفقته بدنة لأنه قال : فإن لم يجد فهو إن بلغت نفقته فهو يجد .

                                                                                                                                                                                      قال ابن القاسم : وكذلك قال سعيد بن المسيب وخارجة بن زيد وقطيع من العلماء ، ومنهم أيضا سالم بن عبد الله قالوا : فإن لم يجد بدنة فبقرة ، قلت : فإن لم يجد الغنم أيجزئه الصيام ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا أعرف الصيام فيما نذر عن نفسه إلا أن يحب أن يصوم فإن أيسر يوما ما كان عليه ما نذر على نفسه ، فإن أحب الصيام فعشرة أيام . قال : ولقد سألنا مالكا عن الرجل ينذر عتق رقبة إن فعل الله به كذا وكذا ، أترى أن يصوم إن لم يجد رقبة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال لي مالك : ما الصيام عندي يجزئه إلا أن يشاء أن يصوم ، فإن أيسر يوما ما أعتق فهذا عندي مثله . قال : ولقد سألنا مالكا عن الرجل يقول مالي في رتاج الكعبة ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : لا أرى عليه في هذا شيئا لا كفارة يمين ولا يخرج فيه شيئا من ماله قال مالك والرتاج عندي هو الباب فأنا أراه خفيفا ولا أرى فيه شيئا قال : قاله لنا غير مرة .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية