الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      فيمن ظاهر وهو معسر ثم أيسر أو دخل في الصيام أو الطعام ثم أيسر قلت : أرأيت إن ظاهر رجل وهو معسر ثم أيسر ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : لا يجزئه الصيام إذا أيسر .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن أعسر بعدما أيسر ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى أن الصوم يجزئه لأنه إنما ينظر إلى حاله يوم يكفر ولا ينظر إلى حاله قبل ذلك .

                                                                                                                                                                                      قال : فقلنا لمالك وإن دخل في الصيام أو أطعم فأيسر أترى العتق عليه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إن كان إنما صام اليوم واليومين وما أشبهه فأرى ذلك حسنا أن يرجع إلى العتق ولست أرى ذلك بالواجب عليه ، ولكنه أحب ما فيه إلي وإن كان صام أياما لها عدد ، فلا أرى ذلك عليه بواجب وأرى أن يمضي على صيامه .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : وكذلك الإطعام مثل ما فسرت لك في الصيام .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن كان يوم جامعها معدما إنما هو من أهل الصيام لأنه لا يقدر على رقبة ولا على الإطعام ، ثم أيسر بعد ذلك قبل أن يكفر ؟

                                                                                                                                                                                      قال : قال مالك : عليه العتق لأنه إنما ينظر إلى حاله يوم يكفر ولا ينظر إلى حاله يوم جامع ولا يوم ظاهر .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية