الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك في مسافر صلى أربعا أربعا في سفره كله : إنه يعيد ما دام في الوقت ، وهذا إذا كان في السفر كما هو يعيد ركعتين ركعتين ما كان من الصلوات مما هو في وقتها ، فأما ما مضى وقته من الصلوات فلا إعادة عليه .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون عن ابن وهب عن ابن لهيعة عن عبد الرحمن بن جساس عن لهيعة بن عقبة عن عطاء بن يسار قال : { إن ناسا قالوا : يا رسول الله كنا مع فلان في سفر فأبى إلا أن يصلي لنا أربعا أربعا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا والذي نفسي بيده تصلون } .

                                                                                                                                                                                      قال سحنون : وقد كانت عائشة تتم الصلاة في السفر .

                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : ولو صلى في سفره أربعا أربعا حتى رجع إلى بيته ؟ قال : يعيد ما كان في وقته من الصلوات .

                                                                                                                                                                                      قلت : لم وقد رجع إلى بيته وإنما يعيد أربعا وقد صلاها في السفر أربعا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لأن تلك الصلاة لا تجزيء عنه إذا كان في الوقت لأنه يقدر على إصلاح تلك الصلاة قبل خروج الوقت .

                                                                                                                                                                                      قلت له : فهذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا رأيي لأنه أمره أن يعيد في السفر ما كان في الوقت ، فكذلك إذا دخل الحضر وهو في وقتها فليعدها أربع ركعات لأنها كانت غير صحيحة حين صلاها في السفر .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية