الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في النفقة على اليتيم والملقوط قلت : أرأيت إن كفل رجل يتيما فجعل ينفق عليه ولليتيم مال أله أن يرجع فيما أنفق على اليتيم في مال اليتيم ؟ قال : نعم .

                                                                                                                                                                                      قلت : أشهد أو لم يشهد ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم إذا قال : إنما كنت أنفق عليه على أن أرجع عليه به في ماله .

                                                                                                                                                                                      قلت : وهذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : نعم هو قوله .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن التقط رجل لقيطا فرفعه إلى السلطان فأمره السلطان أن ينفق عليه ؟ قال مالك : اللقيط إنما ينفق عليه على وجه الحسبة وإنما ينفق عليه من احتسب .

                                                                                                                                                                                      قلت : فإن لم يجد السلطان من يحتسب عليه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى نفقته من بيت مال المسلمين لأن عمر بن الخطاب قال : نفقته علينا واللقيط لا يتبع بشيء مما أنفق عليه . قال مالك : وكذلك اليتامى الذين لا مال لهم ، وإن قال الذين يكون اليتامى في حجورهم : نحن نسلفهم حتى يبلغوا فإن أفادوا مالا أخذناه منهم وإلا فهم في حل .

                                                                                                                                                                                      قال مالك : قولهم ذلك باطل لا يتبع اليتامى بشيء من ذلك إلا أن يكون لهم أموال عروض فيسلفونهم على تلك العروض حتى يبيعوا تلك العروض فذلك لهم ، وإن قصر ذلك المال عما أسلفوا اليتامى فليس لهم أن يتبعوهم بشيء ، واللقيط بهذه المنزلة أيضا .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية