الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في قذف الصبي والصبية قلت : أرأيت الصبي إذا بلغ الجماع ولم يحتلم بعد فقذفه رجل بالزنا ، أيقام على قاذفه الحد في قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : لا يقام على قاذفه الحد . وقال مالك : لا يقام على الصبية تزني ، أو الصبي يزني الحد حتى يحتلم أو تحيض الجارية أو ينبتا الشعر أو يبلغا من الكبر ما يعلم الناس أن أحدا لا يجاوز تلك السنين إلا احتلم .

                                                                                                                                                                                      قلت أرأيت إن أنبت [ ص: 492 ] الشعر وقال : لم أحتلم ، ومثله من الصبيان في سنه يحتلم ومنهم من هو في سنه لا يحتلم ، أتقيم عليه الحد بإنبات الشعر أم لا تقيمه ، وإن أنبت الشعر حتى يبلغ من السنين ما لا يجاوزه صبي إلا احتلم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : أرى أنه وإن أنبت الشعر فلا حد عليه حتى يحتلم أو يبلغ من السنين ما يعلم أن مثله لا يبلغه حتى يحتلم فيكون عليه الحد . ولقد كلمت مالكا غير مرة في حد الصبي ، متى يقام عليه الحد ؟ فقال : إلى الاحتلام في الغلام والحيضة في الجارية

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية