الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      وقال مالك : إذا كانت غنم لرجل فغاب عنها الساعي خمس سنين فوجدها حين جاءها ثلاثا وأربعين ، أخذ منها أربع شياه لأربع سنين وسقطت عن ربها سنة ، لأنه حين أخذ منها أربع شياه لأربع سنين صارت إلى أقل مما فيه الزكاة فلا زكاة عليه فيها ، وإن كانت قبل ذلك مائتين من الغنم لم يضمن له شيئا مما تلف منها .

                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت إن كانت خمسا من الإبل فمضى لها خمس سنين لم يأته فيها الساعي فأتاه بعد الخمس سنين ؟ فقال : عليه خمس شياه .

                                                                                                                                                                                      قلت : لم يكن عليه خمس شياه ولم تجعل في الغنم حين صارت إلى ما لا زكاة فيها شيئا ؟ فقال : لأن الإبل في هذا خلاف الغنم ، الإبل زكاتها من غيرها ، الإبل ههنا إنما زكاتها في الغنم والغنم إنما زكاتها منها ، فلما رجعت الغنم إلى ما لا زكاة فيها حين أخذ المصدق منها ما أخذ لم يكن له عليها سبيل ، وهذا كله قول مالك .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية