الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                الحديث الثاني:

                                388 397 - حدثنا مسدد: ثنا يحيى، عن سيف، قال: سمعت مجاهدا قال: أتي ابن عمر فقيل له: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة. فقال ابن عمر: فأقبلت والنبي صلى الله عليه وسلم قد خرج وأجد بلالا قائما بين البابين، فسألت بلالا، فقلت: أصلى النبي صلى الله عليه وسلم في الكعبة؟ قال: نعم، ركعتين بين الساريتين اللتين على يساره إذا دخلت، ثم خرج فصلى في وجه الكعبة ركعتين.

                                التالي السابق


                                " سيف ": هو ابن أبي سليمان - ويقال: ابن سليمان - المكي مولى بني مخزوم .

                                وقوله: " قائما بين البابين " هكذا في أكثر النسخ، وفي بعضها " بين الناس " ولعله أصح.

                                وإن قيل: إن المراد قيامه في الموضع الذي هو بين البابين بعد فتحهما الذي فعله ابن الزبير اقتضى ذلك أن يكون واقفا في جوف الكعبة .

                                وقد خرج النسائي هذا الحديث، وفيه: " أنه وجد بلالا واقفا على الباب ".

                                وهذا يدل على أنه لم يكن في الكعبة .

                                وخرجه البخاري في " المغازي " وعنده: " فوجد بلالا وراء الباب ".

                                وهذا يدل على أنه لم يكن في وسط البيت .

                                وقوله: " صلى ركعتين " يخالف ما رواه نافع ، عن ابن عمر ، أنه قال [ ص: 302 ] نسيت أن أسأل بلالا كم صلى؟ وقد خرجه البخاري في موضع آخر.

                                والمقصود من هذا الحديث في هذا الباب: صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج من الكعبة ركعتين في وجه الكعبة ، والمراد بوجه الكعبة : عند باب البيت .

                                ويأتي مزيد بيان لذلك فيما بعد - إن شاء الله تعالى.




                                الخدمات العلمية