الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                قال البخاري - رحمه الله - :

                                500 523 - نا قتيبة بن سعيد : نا عباد - هو : ابن عباد - ، عن أبي جمرة ، عن ابن [ ص: 29 ] عباس ، قال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : إنا هذا الحي من ربيعة ، ولسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام ، فمرنا بشيء نأخذه عنك ، وندعو إليه من وراءنا . فقال : ( آمركم بأربع ، وأنهاكم عن أربع : الإيمان بالله ) ، ثم فسرها لهم : ( شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تؤدوا إلي خمس ما غنمتم ، وأنهى عن الدباء والحنتم والنقير والمقير ) .

                                التالي السابق


                                قد تقدم هذا الحديث في " كتاب : الإيمان " و " كتاب : العلم " خرجه البخاري فيهما من حديث شعبة ، عن أبي جمرة ، وذكرنا شرحه في الموضعين المذكورين .

                                والمقصود منه هاهنا : أمره لهم بإقام الصلاة ، وقد ذكرنا هاهنا تفسير إقام الصلاة ، وأن من جملته المحافظة على مواقيتها .

                                وخرج أبو داود من حديث عبادة بن الصامت ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( خمس صلوات افترضهن الله ، من أحسن وضوءهن ، وصلاه لوقتهن ، وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ، ومن لم يفعل فليس له على الله عهد ، إن شاء غفر له ، وإن شاء عذبه ) .

                                وخرج ابن ماجه من حديث [أبي] قتادة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( قال الله تعالى : افترضت على أمتك خمس صلوات ، وعهدت عندي عهدا : أنه من حافظ عليهن لوقتهن أدخلته الجنة ، ومن لم يحافظ عليهن فلا عهد له عندي ) .

                                [ ص: 30 ] وخرج الإمام أحمد من حديث كعب بن عجرة : سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( قال ربكم : من صلى الصلاة لوقتها ، وحافظ عليها ولم يضيعها استخفافا بحقها ، فله علي عهد أن أدخله الجنة ، ومن لم يصلها لوقتها ، ولم يحافظ عليها وضيعها استخفافا بحقها ، فلا عهد له ، إن شئت عذبته ، وإن شئت غفرت له ) .

                                ومن حديث حنظلة الكاتب ، قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( من حافظ على الصلوات الخمس بركوعهن وسجودهن ووضوئهن ومواقيتهن ، وعلم أنهن حق من عند الله عز وجل دخل الجنة ) - أو قال : ( وجبت له الجنة ) - ، وفي رواية قال : ( حرم على النار ) .

                                وروى محمد بن نصر المروزي بإسناد صحيح عن ابن سيرين ، قال : نبئت أن أبا بكر وعمر - رضي الله عنهما - كانا يعلمان الناس الإسلام : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة التي افترض الله لمواقيتها ، فإن في تفريطها الهلكة .



                                الخدمات العلمية