الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                [ ص: 65 ] 37 - باب

                                فضل من غدا إلى المسجد أو راح

                                631 662 - حدثنا علي بن عبد الله ، ثنا يزيد بن هارون ، أنا محمد بن مطرف ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا أو راح ) .

                                التالي السابق


                                الغدو : يكون من أول النهار ، والرواح : يكون من آخره بعد الزوال ، وقد يعبر بأحدهما عن الخروج والمشي ، سواء كان قبل الزوال أو بعده ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم في الجمعة : ( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ) على ما حمله عليه جمهور العلماء .

                                ومعنى الحديث : أن من خرج إلى المسجد للصلاة فإنه زائر الله تعالى ، والله يعد له نزلا من المسجد ، كلما انطلق إلى المسجد ، سواء كان في أول النهار أو في آخره .

                                والنزل : هو ما يعد للضيف عند نزوله من الكرامة والتحفة .

                                قال الحافظ أبو موسى المديني : وزيد فيه في غير هذه الرواية : ( كما لو أن أحدكم زاره من يحب زيارته لاجتهد في إكرامه ) .

                                وخرج من طريق الطبراني بإسناده ، عن سعيد بن زربي ، عن ثابت ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله ، وحق على المزور أن يكرم الزائر ) .

                                قال أبو موسى : ورواه سليمان التيمي ، وداود بن أبي هند ، وعوف ، عن [ ص: 66 ] أبي عثمان ، عن سلمان ، موقوفا لا مرفوعا .

                                وسعيد بن زربي ، فيه ضعف .

                                وخرج - أيضا - من طريق الطبراني بإسناده ، عن يحيى بن الحارث ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الغدو والرواح إلى المساجد من الجهاد في سبيل الله ) .

                                وذكر مالك في ( الموطأ ) عن سمي مولى أبي بكر ، أن أبا بكر بن عبد الرحمن كان يقول : من غدا أو راح إلى المسجد لا يريد غيره ؛ ليعلم خيرا أو يتعلمه ، ثم رجع إلى بيته ، كان كالمجاهد في سبيل الله .

                                ومما يستدل به على أن قصد المساجد للصلاة فيها زيارة لله عز وجل ما خرجه ابن ماجه بإسناد فيه ضعف ، من حديث أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( إن أحسن ما زرتم به الله في قبوركم ومساجدكم البياض ) .



                                الخدمات العلمية