الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2462 وقالت أسماء للقاسم بن محمد وابن أبي عتيق : ورثت عن أختي عائشة مالا بالغابة ، وقد أعطاني به معاوية مائة ألف فهو لكما .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أورد البخاري هذا الأثر المعلق في معرض الاحتجاج على رد ما ذهب إليه أبو حنيفة في عدم تجويزه لهبة المشاع ، كما أشار إليه ابن بطال ، ولكن لا يساعده هذا ، فإن المال الذي كان بالغابة يحتمل أن يكون مما يقسم ويحتمل أن يكون مما لا يقسم ، وعلى كلا التقديرين لا يرد عليه لأنه إن كان مما يقسم فلا نزاع أنه يجوزه ، وإن كان مما لا يقسم فالعبرة للشيوع المانع وقت القبض لا وقت العقد كما ذكرناه الآن .

                                                                                                                                                                                  قوله ( قالت أسماء ) ، هي بنت أبي بكر الصديق أخت عائشة رضي الله عنها ، والقاسم هو ابن محمد بن أبي بكر الصديق ، وقال ابن التين في كتابه : القاسم بن محمد بن أبي عتيق . قال : وأظن الواو سقطت من كتابي ; لأن أبا عتيق هو عبد الرحمن بن أبي بكر وابنه اسمه عبد الله . قال : وعند أبي ذر وابن أبي عتيق . وقال الداودي : القاسم بن محمد هو ابن أخي عائشة ، وابن أبي عتيق ابن أخيهما . قلت : القاسم بن محمد بن أبي بكر هو ابن أخي أسماء ، وابن أبي عتيق هو أبو بكر عبد الله بن أبي عتيق محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر ، وهو ابن أخي أسماء .

                                                                                                                                                                                  قوله ( ورثت عن أختي عائشة ) ، ماتت عائشة وورثتها أختاها أسماء وأم كلثوم وأولاد أخيها عبد الرحمن ، ولم يرثها أولاد محمد أخيها لأنه لم يكن شقيقها ، فكأن أسماء أرادت جبر خاطر القاسم بذلك وأشركت معه عبد الله لأنه لم يكن وارثا لوجود أبيه .

                                                                                                                                                                                  قوله ( بالغابة ) بالغين المعجمة ، وهي في الأصل الأجمة ذات الشجر المتكاثف لأنها تغيب ما فيها ، ولكن المراد بها هنا موضع قريب من المدينة من عواليها وبها أموال أهلها .

                                                                                                                                                                                  قوله ( معاوية ) هو ابن أبي سفيان .

                                                                                                                                                                                  قوله ( لكما ) خطاب للقاسم وعبد الله بن أبي عتيق ، وهذه صورة هبة الواحد من اثنين ، فإن قلت : الترجمة هبة الواحد للجماعة ، فلا مطابقة ! قلت : يغتفر هذا المقدار ; لأن الجمع يطلق على الاثنين كما عرف .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية