الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  238 103 - حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن حميد، عن أنس، قال: بزق النبي صلى الله عليه وسلم في ثوبه، قال أبو عبد الله : طوله ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، قال: حدثني حميد، قال: سمعت أنسا، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة. (بيان رجاله) وهم سبعة: الأول: محمد بن يوسف الفريابي بكسر الفاء وسكون الراء، وبالياء آخر الحروف قبل الألف، وبالباء الموحدة في آخره تقدم مرارا. الثاني: سفيان الثوري، كما صرح به الدارقطني، فإنه لما ذكر رواة هذا الحديث قال: رواه سفيان بن سعيد، عن حميد، ولم يذكر سفيان بن عيينة، والفريابي كثير الملازمة لسفيان الثوري، ولما ذكر الجياني وغيره ما رواه محمد بن يوسف البيكندي عن ابن عيينة لم يذكروا هذا الحديث منها، وابن عيينة مقل في حميد، حتى إن البخاري لم يخرج له إلا حديثا واحدا، وهو حديث النواة في الصداق، وكذا ذكره الشيخ قطب الدين الحلبي في (شرحه). الثالث: حميد بضم الحاء المشهور بالطويل، فإن قلت: لم لا يقال: إن حميدا هذا هو حميد بن هلال؛ لأنه في طبقة حميد الطويل؟ قلت: لأن السفيانين لم يرويا عن حميد بن هلال شيئا. الرابع: أبو عبد الله هو البخاري نفسه. الخامس: سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم المصري أحد شيوخ البخاري، وله (موطأ)، رواه عن مالك، وهو ثقة، مات سنة أربع وعشرين ومائتين. السادس: يحيى بن أيوب الغافقي المصري مولى عمر بن الحكم بن مروان أبو العباس، مات سنة ثمان وستين ومائة، وفيه لين، وقال أبو حاتم : لا يحتج به، وقال النسائي : ليس بالقوي. السابع: أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.

                                                                                                                                                                                  (بيان لطائف إسناده) فيه التحديث بصيغة الجمع في موضعين، وبصيغة الإفراد في موضع، وفيه الإخبار بصيغة الجمع في موضع واحد، وفيه العنعنة في موضعين، وفيه التصريح بسماع حميد عن أنس خلافا لما روى يحيى القطان عن حماد بن سلمة أنه قال: حديث حميد عن أنس في البزاق إنما سمعه عن ثابت، عن أبي نضرة، فظهر من تصريح سماعه أنه لم يدلس فيه، وقال يحيى القطان : ولم يقل شيئا؛ لأن هذا قد رواه قتادة عن أنس، وقال الدارقطني : والقول عندنا قول حماد بن سلمة؛ لأن الذي رواه عن قتادة عن أنس غير هذا؛ وهو أنه صلى الله عليه وسلم قال: " البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها "، وفيه أن رواته ما بين مكي، وبصري، ومصري.

                                                                                                                                                                                  (بيان معناه) قوله: " بزق النبي صلى الله عليه وسلم في ثوبه " أي ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الظاهر، وقال الكرماني : ويحتمل عود الضمير إلى أنس رضي الله تعالى عنه، وهو بعيد، قلت: وجه بعده وإن كان فيه احتمال ما رواه أبو نعيم في (مستخرجه)، وهو هذا الحديث من طريق الفريابي، وزاد في آخره، وهو في الصلاة. قوله: " طوله " أي طول هذا الحديث شيخه سعيد بن الحكم بن أبي مريم، يعني ذكره مطولا في باب حك البزاق باليد من المسجد، وسيأتي إن شاء الله تعالى. قوله: " سمعت أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم " يعني: مثل الحديث المذكور، وهو مفعوله الثاني حذف للعلم به.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية