الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2494 [ ص: 194 ] 1 - حدثنا حجاج قال : حدثنا عبد الله بن عمر النميري قال : حدثنا ثوبان ، وقال الليث : حدثني يونس ، عن ابن شهاب قال : أخبرني عروة بن الزبير وابن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله ، عن حديث عائشة رضي الله عنها وبعض حديثهم يصدق بعضا حين قال لها أهل الإفك ما قالوا ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وأسامة حين استلبث الوحي يستأمرهما في فراق أهله ، فأما أسامة فقال : أهلك ولا نعلم إلا خيرا ، وقالت بريرة : إن رأيت عليها أمرا أغمصه أكثر من أنها جارية حديثة السن ، تنام عن عجين أهلها ، فتأتي الداجن فتأكله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يعذرنا في رجل بلغني أذاه في أهل بيتي ، فوالله ما علمت من أهلي إلا خيرا ، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " ولا نعلم إلا خيرا " ورجاله حجاج بن المنهال ، وفي بعض النسخ مذكور باسم أبيه ، وعبد الله بن عمر بن غانم النميري بضم النون وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وبالراء ، قال في ( تهذيب الكمال ) : روى عن يونس بن يزيد الأيلي ويزيد الرقاشي ، وثقه أبو داود ، وقال ابن منده نزل إفريقية وذكره مصنف ( رجال الصحيحين ) من أفراد البخاري ، وبقية الرجال مشهورون ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة .

                                                                                                                                                                                  وفيه رواية التابعي عن أربعة من التابعين على نسق واحد .

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث أخرجه البخاري في مواضع في الشهادات أيضا عن أبي الربيع سليمان بن داود ، وفي المغازي ، وفي التفسير ، وفي الأيمان والنذور ، وفي الاعتصام عن عبد العزيز بن عبد الله ، وفي الجهاد ، وفي التوحيد ، وفي الشهادات ، وفي المغازي ، وفي التفسير ، وفي الأيمان والنذور أيضا عن الحجاج ، وفي التوحيد أيضا عن يحيى بن بكير ، وأخرجه مسلم في التوبة عن أبي الربيع الزهراني به ، وعن حبان بن موسى ، وعن حسن الحلواني وعبد بن حميد ، وعن إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد بن حميد ، وأخرجه النسائي في عشرة النساء عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني ، وفي التفسير عن محمد بن عبد الأعلى ، وأخرجه البخاري هنا مختصرا ، ولم يقع في رواية أبي ذر لا إلى قوله : " ولا نعلم إلا خيرا " وفيه عن الليث معلقا وهو قوله ، وقال الليث حدثني يونس ووصله في كتاب التفسير عن يحيى بن بكير عن الليث عن يونس إلى آخره على ما سيجيء بيانه إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وبعض حديثهم " مبتدأ وقوله : " يصدق بعضا " خبره ، والواو فيه للحال .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أهل الإفك " بكسر الهمزة وسكون الفاء ، والإفك في الأصل الكذب ، وأرادوا به هاهنا ما كذب على عائشة رضي الله تعالى عنها مما رميت به .

                                                                                                                                                                                  قوله : " استلبث " استفعل من اللبث وهو الإبطاء والتأخر ، يقال : لبث يلبث لبثا بسكون الباء وقد يفتح ، ويقال : اللبث بفتح اللام الاسم وبالضم المصدر .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يستأمرهما " أي : يشاورهما .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فقال أهلك " أي : فقال أسامة أهلك بالنصب أي : الزم أهلك ، ويجوز بالرفع أي : هي أهلك أو أهلك غير مطعون عليه ونحوه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " بريرة " هي مولاة عائشة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " إن رأيت عليها " أي : ما رأيت عليها وكلمة إن النافية بمعنى ما للنفي .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أغمصه " بالغين المعجمة والصاد المهملة أي : أعيبها به ويطعن به عليها ، يقال : أغمصه فلان إذا استصغره ولم يره شيئا ، وغمصت عليه قولا أي : أعيبه عليه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " الداجن بالدال المهملة وكسر الجيم هو شاة ألفت البيوت واستأنست ، ومن العرب من يقولها بالهاء ، وسيأتي تمام الكلام عن قريب بعد أبواب إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية