الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2568 5 - حدثنا عبد الله بن مسلمة قال : حدثنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن عروة أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن بريرة جاءت عائشة تستعينها في كتابتها ، ولم تكن قضت من كتابتها شيئا ، قالت لها عائشة : ارجعي إلى أهلك فإن أحبوا أن أقضي عنك كتابتك ويكون ولاؤك لي فعلت ، فذكرت ذلك بريرة إلى أهلها فأبوا وقالوا : إن شاءت أن تحتسب عليك فلتفعل ويكون لنا ولاؤك ، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لها : " ابتاعي فأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق " .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن هذا الحديث روي بوجوه مختلفة ، منها ما رواه ابن أبي ليلى ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " اشتري بريرة واشترطي لهم الولاء " فهذا فيه عند البيع ، وفيه شرط ، وفيه وجه المطابقة ، وبهذا استدل ابن أبي ليلى أن من اشترى شيئا واشترط شرطا فالبيع جائز والشرط باطل ، وفيه مذهب أبي حنيفة أن البيع والشرط كلاهما باطلان ، ومذهب ابن شبرمة كلاهما جائزان ، وقد ذكرنا هذا في كتاب البيوع في باب إذا اشترط شروطا في البيع لا تحل ، ومضى الحديث أيضا فيه وفي كتاب العتق أيضا وغيره ، والترجمة المذكورة مطلقة يحتمل جواز الاشتراط في البيوع ، ويحتمل عدم جوازها ولم يوضحه البخاري لمكان الاختلاف فيه ، ولم أر أحدا من الشراح ذكر هنا شيئا حتى إن منهم من لم يذكر الباب ولا الترجمة ، ومنهم من ذكر الترجمة وقال فيه حديث عائشة وأحاله إلى ما سبق ، وهذا مما لا يفيد الناظرين ، والشارح إن لم يتبع كلام المصنف كلمة كلمة ولم يذكر المقصود فيه فليس بشرح .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية