الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2612 25 - حدثنا أبو اليمان ، قال : أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : كان عروة بن الزبير يحدث أنه سأل عائشة رضي الله عنها ، وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قال هي لليتيمة في حجر وليها فيرغب في جمالها ، ومالها ، ويريد أن يتزوجها بأدنى من سنة نسائها فنهوا عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن في إكمال الصداق ، وأمروا بنكاح من سواهن من النساء قالت عائشة : ثم استفتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ، فأنزل الله عز وجل ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن قالت : فبين الله في هذه الآية أن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ، ومال رغبوا في نكاحها ، ولم يلحقوها بسنتها بإكمال الصداق ، فإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال ، والجمال تركوها ، والتمسوا غيرها من النساء ، قال : فكما يتركونها حين يرغبون عنها ، فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها الأوفى من الصداق ، ويعطوها حقها .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 58 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 58 ] هذا السند بعين هؤلاء الرجال ، قد مر غير مرة ، وأبو اليمان الحكم بن نافع .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في باب شركة اليتيم ، وأهل الميراث بأتم منه ، ومضى الكلام فيه .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( بأدنى من سنة نسائها ) ، أي : بأقل من مهر مثلها من قراباتها . قوله : ( ثم استفتى الناس رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بعد ) ، أي : بعد نزول قوله تعالى : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء وقال ابن أبي حاتم : قرأت على محمد بن عبد الحكم ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني عروة بن الزبير قالت عائشة : ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد هذه الآية فيهن ، فأنزل الله : ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب الآية قالت : والذي ذكر الله أنه يتلى عليهم في الكتاب الآية الأولى التي هي قول الله تعالى : وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قوله : ( بإكمال الصداق ) بيان للإلحاق بسنتها .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية