الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2698 68 - حدثنا علي بن حفص قال : حدثنا ابن المبارك قال : أخبرنا طلحة بن أبي سعيد قال : سمعت سعيدا المقبري يحدث أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا بوعده ، فإن شبعه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعلي بن حفص المروزي نزل عسقلان ، قال البخاري : لقيته بعسقلان سنة سبع عشرة ومائتين ، ولم يرو عنه إلا هذا الحديث ، وآخر في مناقب الزبير موقوفا ، وآخر في كتاب القدر مقرونا ببشير بن محمد ، وابن المبارك هو عبد الله بن المبارك المروزي ، وطلحة بن أبي سعيد المصري نزيل الإسكندرية ، وكان أصله من المدينة ، وليس له في البخاري سوى هذا الموضع ، والحديث أخرجه النسائي في الخيل عن الحارث بن مسكين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " من احتبس " قد مضى معناه عن قريب ، قوله : " إيمانا " نصب على أنه مفعول له ، أي : ربطه خالصا لله تعالى امتثالا لأمره ، قوله : " وتصديقا بوعده " عبارة عن الثواب المترتب على الاحتباس ، ويقال : بوعده ، أي : للثواب في القيامة ، وقال الطيبي : تلخيصه أنه احتبس امتثالا واحتسابا ، وذلك أن الله تعالى وعد الثواب على الاحتباس ، فمن احتبس فكأنه قال : صدقت فيما وعدتني ، قوله : " شبعه " بكسر الشين ، أي : ما يشبع به ، قوله : " وريه " بكسر الراء وتشديد الياء آخر الحروف من رويت من الماء بالكسر أروي ريا وريا ورويا أيضا مثل رضي ، ووقع في حديث أسماء بنت يزيد ، أخرجه أحمد "ومن ربطها رياء وسمعة" الحديث ، وفيه "فإن شبعها وجوعها" إلى آخره "خسران في موازينه" ، قوله : " وروثه " أراد به ثواب ذلك لا أن الأرواث توزن بعينها ، وروى ابن بنت منيع من حديث علي مرفوعا "من ارتبط فرسا في سبيل الله فعلفه وأثره في موازينه يوم القيامة" ، وروى ابن أبي عاصم من حديث المطعم بن المقدام عن الحسن عن سهل بن الحنظلية يرفعه "من ارتبط فرسا في سبيل الله كانت النفقة عليه كالماد يده بصدقة لا يقبضها" ، وروى ابن ماجه من حديث محمد بن عقبة القاضي عن أبيه عن جده عن تميم الداري سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : من ارتبط فرسا في سبيل الله فعالج علفه كان له بكل حبة حسنة .

                                                                                                                                                                                  وفيه أن النية يترتب عليها الأجر ، وفيه أن الأمثال تضرب لصحة المعاني ، وقيل : يستفاد من هذا الحديث أن هذه الحسنات تقبل من صاحبها لتنصيص الشارع على أنها في ميزانه بخلاف غيرها فقد لا تقبل فلا تدخل الميزان .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية