الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2776 [ ص: 205 ] 145 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة ، قال : حدثنا جعفر بن عون ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ظل الكعبة فقال أبو جهل وناس من قريش ونحرت جزور بناحية مكة فأرسلوا فجاءوا من سلاها وطرحوه عليه فجاءت فاطمة فألقته عنه فقال : اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، اللهم عليك بقريش ، لأبي جهل بن هشام ، وعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة ، وأبي بن خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، قال عبد الله : فلقد رأيتهم في قليب بدر قتلى .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله : ( اللهم عليك بقريش ) ووجهه ظاهر .

                                                                                                                                                                                  وعبد الله بن أبي شيبة هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة واسمه إبراهيم بن عثمان العبسي الكوفي أبو بكر أخو عثمان ، وجعفر بن عون بفتح العين المهملة وسكون الواو وفي آخره نون ابن جعفر بن عمرو بن حريث القرشي الكوفي ، وسفيان هو الثوري وأبو إسحاق عمرو السبيعي ، وعمرو بن ميمون الأزدي أبو عبد الله الكوفي أدرك الجاهلية وكان بالشام ثم سكن الكوفة ، وهؤلاء كلهم كوفيون ، وفيه : رواية التابعي عن التابعي عن الصحابي وهو عبد الله بن مسعود .

                                                                                                                                                                                  والحديث قد مضى في كتاب الصلاة في باب المرأة تطرح على المصلي شيئا من الأذى بأتم منه .

                                                                                                                                                                                  قوله : ( قال أبو جهل ) اسمه عمرو ، قوله : ( وناس من قريش ) وهم الذين ذكرهم في الدعاء عليهم ، فإن قلت : ما مقول أبي جهل ؟ قلت : محذوف تقديره : هاتوا من سلا الجزور التي نحرت . وقوله : ( ونحرت جزور ) جملة معترضة حالية ، قوله : ( من سلاها ) السلا بفتح السين المهملة وتخفيف اللام مقصور ، وهي الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي ، واستدل به مالك على طهارة روث المأكول لحمه ، ومن قال بنجاسته قال : لم يكن في ذلك الوقت تعبد به ، وأيضا ليس في السلا دم فهو كعضو منها فإن قلت : هو ميتة ، قلت : كان ذلك قبل تحريم ذبائح أهل الأوثان كما كانت تجوز مناكحتهم ، وروي أيضا أنه كان مع الفرث والدم ولكنه كان قبل التعبد بتحريمه ، قوله : ( لأبي جهل ) اللام للبيان نحو : هيت لك أي هذا الدعاء مختص به أو للتعليل أي دعا أو قال لأجل أبي جهل ، قوله : ( قال عبد الله ) هو ابن مسعود ، قوله : ( في قليب بدر ) القليب بفتح القاف وكسر اللام البئر قبل أن تطوى تذكر وتؤنث ، فإذا طويت فهي الطوى ، قوله : ( قتلى ) جمع قتيل نصب على أنه مفعول ثان لقوله رأيتهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية