الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2888 باب جوائز الوفد

                                                                                                                                                                                  باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ومعاملتهم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أقول : هكذا وقع هذان البابان وليس بينهما شيء في جميع النسخ من طريق الفربري إلا أن في رواية أبي علي بن شبويه ، عن الفربري وقع باب جوائز الوفد بعد باب هل يستشفع ، وكذا وقع عند الإسماعيلي وهذا أصوب ; لأن حديث الباب مطابق لترجمة جوائز الوفد لقوله فيه وأجيزوا الوفد ، بخلاف الترجمة الأخرى ، وكان البخاري وضع هاتين الترجمتين وأخلى بينهما بياضا ليجد حديثا يناسبهما ، فلم يتفق ذلك ، ثم إن النساخ أبطلوا البياض وقرنوا بينهما ، وليس في رواية النسفي باب جوائز الوفد ، بل الذي وقع عنده باب هل يستشفع إلى أهل الذمة ، وأورد فيه حديث ابن عباس ، وفي طلب المطابقة بينهما تعسف ، ولقد تكلف بعضهم في توجيه المطابقة فقال : ولعله من جهة أن الإخراج ، يعني : في قوله صلى الله عليه وسلم : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، يقتضي رفع الاستشفاع ، والحض على إجازة الوفد يقتضي حسن المعاملة ، أو لعل إلى في الترجمة بمعنى اللام ، أي هل يستشفع لهم عند الإمام وهل يعاملون انتهى ، قلت : قوله : يقتضي رفع الاستشفاع يقتضي العمل برفع الاستشفاع ، والعمل بالاقتضاء يكون عند الضرورة ولا ضرورة هاهنا ، والإخراج معناه معلوم ، وليس فيه معنى الاقتضاء ، [ ص: 298 ] والوفد أعم من أن يكون من المسلمين أو من المشركين ، والمواضع التي تذكر فيها أن إلى بمعنى اللام إنما معنى إلى فيها على أصلها بمعنى الانتهاء فافهم ، وهاهنا لا يتأتى هذا المعنى ، ثم التقدير في باب جوائز الوفد ، أي هذا باب في بيان جوائز الوفد ، والجوائز جمع جائزة وهي العطية ، يقال أجازه يجيزه إذا أعطاه ، والوفد هم القوم يجتمعون ويردون البلاد ، واحدهم وافد ، وكذلك الذين يقصدون الأمراء لزيارة واسترفاد وانتجاع وغير ذلك ، يقال وفد يفد فهو وافد وأوفدته فوفد وأوفد على الشيء فهو موفد إذا أشرف ، والتقدير في باب هل يستشفع ، أي هذا باب يذكر فيه هل يستشفع ، قوله : " ومعاملتهم " بالجر عطفا على المضاف إليها لفظ الباب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية