الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3112 91 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه بإصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ذهب يطعن فطعن في الحجاب .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  المطابقة في هذا وفي بقية الأحاديث بينها وبين الترجمة ظاهرة ، وهؤلاء الرواة قد تكرر ذكرهم . قوله : " يطعن " بضم العين ، يقال : طعن بالرمح وما أشبهه يطعن بضم العين من باب نصر ينصر ، وطعن في العرض والنسب يطعن بفتح العين فيهما على المشهور ، وقيل باللغتين فيهما .

                                                                                                                                                                                  قوله : " في جنبيه " بالتثنية في رواية أبي ذر والجرجاني ، وفي رواية الأكثرين في جنبه بالإفراد ، وحكى عياض أن في كتابه من رواية الأصيلي من تحته الذي هو ضد فوق ، قال : وهو تصحيف . قوله : " بإصبعه " بالإفراد أو بالتثنية أيضا على اختلاف الروايتين في الجنب . قوله : " في الحجاب " هو الجلدة التي فيها الجنين ، وتسمى المشيمة ، قاله ابن الجوزي ، وقيل الحجاب الثوب الذي يلف فيه المولود .

                                                                                                                                                                                  وفيه فضيلة ظاهرة لعيسى وأمه عليهما الصلاة والسلام ، وأراد الشيطان التمكن من أمه فمنعه الله منها ببركة أمها حنة بنت فاقوذ بن ماثان حيث قالت : وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم وروى عبد الرزاق في تفسيره عن المنذر بن النعمان الأفطس ، سمع وهب بن منبه يقول : لما ولد عيسى عليه الصلاة والسلام أتت الشياطين إبليس فقالوا : أصبحت الأصنام منكسة ، فقال : هذا حادث مكانكم وطار حتى بلغ خافقي الأرض فلم يجد شيئا ، ثم جاء البحار فلم يقدر على شيء ، ثم طار فوجد عيسى قد ولد عند مدود حمار ، وإذا الملائكة قد حفت به فرجع إليهم فقال : إن نبيا قد ولد البارحة ولا حملت أنثى ولا وضعت قط إلا وأنا بحضرتها إلا هذه فأيسوا من أن يعبدوا الأصنام في هذه البلدة ، وفي لفظ : بعد هذه [ ص: 177 ] الليلة ، ولكن ائتوا بني آدم بالخفة والعجلة . قوله : " إلا هذه " يخالف ما في الصحيح إلا أن يؤول ، وأشار القاضي إلى أن جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يشاركون عيسى عليه الصلاة والسلام في ذلك ، وقال القرطبي : هو قول قتادة ، قال : وإن لم يكن كذلك بطلت الخصوصية ، ولا يلزم من نخسه إضلال الممسوس وإغواؤه ، فإن ذلك نخس فاسد ، فلم يعرض الشيطان لخواص الأولياء بأنواع الإغواء والمفاسد ، ومع ذلك فقد عصمهم الله بقوله : إن عبادي ليس لك عليهم سلطان




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية