الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3161 13 - حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يجيء نوح وأمته ، فيقول الله تعالى : هل بلغت ؟ فيقول : نعم أي رب ، فيقول لأمته : هل بلغكم ؟ فيقولون : لا ، ما جاءنا من نبي ، فيقول لنوح : من يشهد لك ؟ فيقول : محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته : فنشهد أنه قد بلغ ، وهو قوله جل ذكره : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس والوسط : العدل .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " يجيء نوح وأمته " ، والأعمش سليمان ، وأبو صالح ذكوان الزيات ، وأبو سعيد سعد بن مالك الخدري الأنصاري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في التفسير عن يوسف بن راشد ، وفي الاعتصام عن إسحاق بن منصور ، وأخرجه الترمذي في التفسير ، عن محمد بن بشار وغندر ، وعبد بن حميد ، وعن أحمد بن منيع ، وأخرجه النسائي فيه ، عن محمد بن آدم ، وعن محمد بن المثنى ، وأخرجه ابن ماجه في الزهد ، عن أبي كريب ، وأحمد بن سنان ، وأوله يجيء النبي ومعه الرجل .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أي رب " يعني يا ربي ، قوله : " لا ما جاءنا من نبي " .

                                                                                                                                                                                  ( فإن قلت ) : قال الله تعالى : اليوم نختم على أفواههم فكيف يتكلمون بذلك قلت في يوم القيامة مواطن : موطن يتكلمون فيه ، وموطن يسكتون ، قوله : " فيقول محمد " : أي يشهد محمد وأمته ، قوله : " فنشهد " بنون المتكلم مع الغير ، قوله : " أنه " أي أن نوحا قد بلغ إليهم ما أمر به ، وباقي الحديث عند غيرهم قال : فيقولون : كيف تشهد علينا أمة محمد ونحن أول الأمم وهم آخرهم ، فيقولون : نشهد أن الله بعث إلينا رسولا ، وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل علينا خبركم [ ص: 220 ] قوله : " والوسط العدل " ، ويقال : وسطا خيارا ، وهي صفة بالاسم الذي هو وسط الشيء ، ولذلك استوى فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية