الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3177 27 - حدثني بيان بن عمرو ، حدثنا النضر ، أخبرنا ابن عون ، عن مجاهد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما ، وذكروا له الدجال بيني عينيه مكتوب كافر ، أو ك ف ر ، قال : لم أسمعه ولكنه قال : أما إبراهيم فانظروا إلى صاحبكم ، وأما موسى فجعد آدم على جمل أحمر مخطوم بخلبة ، كأني أنظر إليه انحدر في الوادي يكبر " .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : أما إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وبيان بفتح الباء الموحدة وتخفيف الياء آخر الحروف ابن عمر ، وأبو محمد البخاري وهو من أفراده ، والنضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن شميل ، وابن عون هو عبد الله بن عون .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الحج في باب التلبية إذا انحدر من الوادي ، وهنا أتم .

                                                                                                                                                                                  قوله : " وذكروا له الدجال ... إلى قال " جمل معترضة ، قوله : " أو ك ف ر " ، وهذه الحروف إشارة إلى الكفر ، والصحيح الذي عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها ، وأنها كتابة حقيقة جعلها الله تعالى علامة حسية على بطلانه ، تظهر لكل مؤمن كاتبا أو غير كاتب ، قوله : " صاحبكم " يريد به رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - نفسه ، قوله : " فجعد " بفتح الجيم وسكون العين المهملة .

                                                                                                                                                                                  قال الكرماني ناقلا عن صاحب التحرير : هذا يحتمل معنيين : أحدهما أن يراد به جعودة الشعر ضد السبوطة ، والثاني : جعودة الجسم وهو اجتماعه واكتنازه ، وهذا أصح ; لأنه في بعض الروايات أنه رجل الشعر ، قوله : " آدم " من الأدمة وهو السمرة ، قوله : " مخطوم " : أي مزموم بالخلبة بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وضمها وفتح الباء الموحدة ، وهي الليفة ، قوله : " انحدر " فعل ماض من الانحدار وهو الهبوط ، قوله : " يكبر " جملة فعلية مضارعية وقعت حالا من موسى عليه الصلاة والسلام .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية