الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3254 95 - حدثني إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن معمر. حدثني محمود، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة أسري به: لقيت موسى. قال: فنعته فإذا رجل حسبته قال: مضطرب، رجل الرأس كأنه من رجال شنوءة، قال: ولقيت عيسى. فنعته النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس - يعني الحمام، ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به. قال: وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر فيه خمر، فقيل لي: خذ أيهما شئت. فأخذت اللبن فشربته، فقيل لي: هديت الفطرة أو أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة من حيث إن فيها التعرض لعيسى عليه الصلاة والسلام، وهنا صرح بذكر عيسى عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى عن قريب في باب قول الله تعالى " وهل أتاك حديث موسى "؛ فإنه أخرجه هناك عن إبراهيم بن موسى أيضا، وأخرجه هاهنا من طريقين أحدهما عن إبراهيم بن موسى عن هشام بن يوسف عن معمر، والآخر عن محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن مسلم الزهري إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فنعته)؛ أي: وصفه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (حسبته)، القائل " حسبته " هو عبد الرزاق. قوله: (مضطرب)؛ أي: طويل غير الشديد، وقيل: الخفيف اللحم. وقد تقدم في رواية هشام بلفظ: " ضرب " وفسر بالخفيف، ولا منافاة بينهما. وقال ابن التين: هذا الوصف مغاير لقوله بعد هذا " إنه جسيم ". قال: والذي وقع نعته بأنه جسيم إنما هو الدجال. وقال عياض: رواية من قال " ضرب " أصح من رواية من قال: " مضطرب " لما فيها من الشك. قال: وقد وقع في رواية أخرى على ما يأتي الآن " جسيم " وهو ضد الضرب، إلا أن يراد بالجسيم الزيادة في الطول. وقال التيمي: لعل بعض لفظ هذا الحديث دخل في بعض؛ لأن الجسيم ورد في صفة الدجال لا في صفة موسى عليه الصلاة والسلام.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ربعة) بفتح الراء وسكون الباء الموحدة ويجوز فتحها، وهو المربوع، والمراد أنه وسط لا طويل ولا قصير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية