الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3337 37 - حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها، وعندها جاريتان في أيام منى تغنيان، وتدففان، وتضربان، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه، فقال: دعهما يا أبا بكر؛ فإنها أيام عيد، وتلك الأيام أيام منى. وقالت عائشة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسترني وأنا أنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد، فزجرهم عمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعهم، أمنا بني أرفدة، يعني: من الأمن.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة الأولى في قوله: إلى الحبشة، وفي الثانية في قوله: بني أرفدة، ورجاله قد تكرر ذكرهم. وهذا الحديث قد مضى في العيدين في باب الحراب والدرق يوم العيد، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " في أيام منى تغنيان "، ويروى: في أيام منى تدفعان وتضربان، وليس فيه تغنيان. قوله: " فإنها "، أي: فإن أيام منى أيام عيد، أيام فرح وسرور، وقيل: هذا يدل على أن أيام العيد أربعة أيام، ورد بأنه يحتمل أن يكون ذلك اليوم ثاني يوم العيد أو ثالثه، فإذا كان كذلك فهو من أيام منى، ولا يقال: إنه على عمومه؛ لأن دعوى العموم في الأفعال غير صحيحة عند الأكثرين؛ لأنها قصة عين. قوله: " متغش "، ويروى متغشي، والكل بمعنى واحد من قولهم: تغشى، أي: تغطى بثوبه. قوله: " فزجرهم "، أي: فزجر أبو بكر الحبشة الذين يلعبون. قوله: " دعهم "، أي: اتركهم آمنين، ويجوز أن يكون أمنا مفعولا مطلقا، أي: ائمنوا أمنا ليس لأحد أن يمنعكم ونحوه. قوله: " بني أرفدة "، أي: يا بني أرفدة. قوله: " يعني ": من الأمن، والغرض من ذكر لفظ يعني: بيان أنه مشتق من الأمن الذي هو ضد الخوف لا من الإيمان.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية