الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3373 74 - حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا مالك بن مغول، قال: سمعت عون بن أبي جحيفة ذكر عن أبيه قال: دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بالأبطح في قبة، كان بالهاجرة خرج بلال فنادى بالصلاة، ثم دخل فأخرج فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع الناس عليه يأخذون منه، ثم دخل فأخرج العنزة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إلى وبيص [ ص: 115 ] ساقيه فركز العنزة، ثم صلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، يمر بين يديه الحمار والمرأة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " كأني أنظر إلى وبيص ساقيه "، بفتح الواو، وكسر الباء الموحدة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخره صاد مهملة، وهو البريق وزنا ومعنى، والحسن بن الصباح بتشديد الباء الموحدة، وفي بعض النسخ: الحسن بن الصباح البزار، بتقديم الزاي على الراء، وهو واسطي سكن بغداد، ومحمد بن سابق أيضا من شيوخ البخاري، روى عنه هنا بالواسطة، وروى عنه بدون الواسطة في الوصايا، حيث قال: حدثنا محمد بن سابق، أو الفضل بن يعقوب عنه، ومالك بن مغول بكسر الميم، وسكون الغين المعجمة ابن عاصم أبو عبد الله البجلي الكوفي، وأبو جحيفة اسمه وهب، وقد مر عن قريب، وقد مر الحديث في كتاب الوضوء في باب استعمال فضل وضوء الناس.

                                                                                                                                                                                  قوله: دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم على صيغة المجهول، يعني: وصلت إليه من غير قصد. قوله: " وهو بالأبطح "، جملة حالية، والأبطح أبطح مكة، وهو مسيل واديها، ويجمع على البطاح والأباطح. قوله: " في قبة " أيضا حال. قوله: " بالهاجرة "، وهو نصف النهار عند اشتداد الحر. قوله: " فأخرج " من الإخراج. قوله: " فضل وضوء النبي عليه السلام "، بفتح الواو، وهو الماء الذي يتوضأ به. قوله: " فأخرج العنزة "، وهو مثل نصف الرمح أو أكبر شيئا، وفيها سنان مثل سنان الرمح، والعكازة قريب منها.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية