الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3375 وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، أنه قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة، أنها قالت: ألا يعجبك أبو فلان، جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسمعني ذلك، وكنت أسبح فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا التعليق وصله الذهلي في الزهريات، عن أبي صالح، عن الليث.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أبو فلان "، كذا في رواية كريمة والأصيلي. وفي رواية الأكثرين: أبا فلان، أما الرواية الأولى فلا إشكال فيها، وأما الثانية فعلى لغة من قال: لا، ولو رماه بأبا قبيس قيل: المراد به أبو هريرة يدل عليه ما رواه الإسماعيلي من حديث ابن وهب، عن يونس: ألا يعجبك أبو هريرة جاء فجلس، ووقع في رواية أحمد ومسلم وأبي داود من هذا الوجه: ألا أعجبك من أبي هريرة، ووقع للقابسي: أتى فلان، فأتى فعل ماض من الإتيان، وفلان فاعله، وهو تصحيف قاله بعضهم، ثم علل بقوله: لأنه تبين أنه بصيغة الكنية. (قلت): فيه نظر لا يخفى. قوله: " وكنت أسبح " يجوز أن يكون على ظاهره من التسبيح الذي هو الذكر، ويجوز أن يكون مجازا عن صلاة التطوع. قوله: " لم يكن يسرد "، أي: لم يكن يتابع الحديث استعجالا، أي: كان يتكلم بكلام متتابع مفهوم واضح على سبيل التأني؛ لئلا يلتبس على المستمع. وفي رواية الإسماعيلي، عن ابن المبارك، عن يونس: إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلا يفهمه القلوب، واعتذر عن أبي هريرة بأنه كان واسع الرواية كثير المحفوظ، فكان [ ص: 116 ] لا يتمكن من المهل عند إرادة التحديث كما قال بعض البلغاء: أريد أن أقتصر فتزدحم القوافي علي.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية