الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3515 214 - حدثنا أحمد بن محمد، أخبرنا عبد الله، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء، فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا، فلما رجعت قلت: يا أبت، رأيتك تختلف. قال: أوهل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم؟ فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه، فقال: فداك أبي وأمي.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " جمع لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم... إلى آخره " فإن قوله صلى الله تعالى عليه وسلم للزبير: فداك أبي وأمي منقبة عظيمة له.

                                                                                                                                                                                  وأحمد بن محمد بن موسى أبو العباس يقال له: مردويه السمسار المروزي، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم: حدثنا إسماعيل بن خليل، وسويد بن سعيد، كلاهما عن علي بن مسهر، قال إسماعيل: أخبرنا علي بن مسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أطم حسان، وكان يطأطئ لي مرة فأنظر، وأطأطئ له مرة فينظر، فكنت أعرف أبي إذا مر على فرسه في السلاح إلى بني قريظة، قال: وأخبرني عبد الله بن عروة، عن عبد الله بن الزبير قال: فذكرت ذلك لأبي، فقال: ورأيتني يا بني؟ قلت: نعم. قال: أما والله لقد جمع لي رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يومئذ أبويه، فقال: فداك أبي وأمي. وحدثنا أبو كريب، حدثنا أبو أسامة، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير قال: لما كان يوم الخندق كنت أنا وعمر بن أبي سلمة في الأطم الذي فيه النسوة، يعني نسوة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. وساق الحديث، يعني: حديث ابن مسهر في هذا الإسناد، ولم يذكر عبد الله بن عروة في هذا الحديث، ولكن أدرج القصة في حديث هشام، عن أبيه، عن ابن الزبير.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يوم الأحزاب " هو يوم الخندق لما حاصر قريش ومن معهم المسلمين بالمدينة، وحفر الخندق بسبب ذلك.

                                                                                                                                                                                  قوله: " جعلت " على صيغة المجهول.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وعمر بن أبي سلمة "، واسم أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد القرشي المخزومي أبو حفص المدني ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " في النساء " أي: بين النساء.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يختلف " أي: يجيء ويذهب. وفي رواية الإسماعيلي مرتين أو ثلاثا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " وهل رأيتني يا بني؟ قال: نعم " [ ص: 226 ] فيه صحة سماع الصغير، وأنه لا يتوقف على أربع أو خمس؛ لأن ابن الزبير كان يومئذ ابن سنتين وأشهر، أو ثلاث وأشهر، وقد مر الكلام فيه في كتاب العلم في باب ما يصح سماع الصغير. قوله: " فداك أبي وأمي ".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية