الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3638 333 - حدثنا أحمد بن أبي رجاء، حدثنا النضر، عن هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو ابن أربعين، فمكث بمكة ثلاث عشرة سنة، ثم أمر بالهجرة فهاجر إلى المدينة، فمكث بها عشر سنين ثم توفي صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأحمد بن أبي رجاء واسمه عبد الله بن أيوب أبو الوليد الحنفي الهروي، توفي بهراة في سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وقبره مشهور يزار، وهو من أفراده، والنضر بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن شميل أبو الحسن المازني، وهشام هو ابن حسان البصري، وعكرمة مولى ابن عباس.

                                                                                                                                                                                  قوله: " أنزل على رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - " أي: الوحي. قوله: " وهو ابن أربعين " أي: وعمره أربعون سنة، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة بعد الوحي، ثم هاجر إلى المدينة وأقام بها عشر سنين، ثم توفي، فيكون عمره ثلاثا وستين سنة، هذا حاصل كلام ابن عباس، وروى ابن سعد من رواية عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس أقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة خمس عشرة، سبع سنين يرى الضوء والنور ويسمع [ ص: 304 ] الصوت، وثمان سنين يوحى إليه، وكذا ذكره الحسن، وعن ابن جبير، عن ابن عباس: نزل القرآن بمكة عشرا أو خمسا يعني سنين أو أكثر، وعن الحسن أيضا: أنزل عليه ثمان سنين بمكة قبل الهجرة وعشر سنين بالمدينة، (قلت): قول البخاري هو قول الأكثر، وكان النزول يوم الإثنين لسبع عشرة خلت من رمضان، وقيل: لتسع، وقيل: لأربع وعشرين ليلة فيما ذكره ابن عساكر، وعن أبي قلابة: نزل عليه القرآن لثمان عشرة ليلة خلت من رمضان، وعند المسعودي يوم الإثنين لعشر خلون من ربيع الأول، وعند ابن إسحاق: ابتداء التنزيل يوم الجمعة من رمضان وعمره أربعون سنة وعشرون يوما، وهو تاسع شباط لسبع مائة وأربعة وعشرين عاما من سني ذي القرنين، وقال ابن عبد البر: يوم الإثنين لثمان خلون من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من الفيل، وقيل: في أول ربيع، وفي (تاريخ يعقوب بن سفيان الفسوي): على رأس خمس عشرة سنة من بنيان الكعبة، وعن مكحول: أوحي إليه بعد اثنين وأربعين سنة، وقال الواقدي، وابن أبي عاصم، والدولابي في (تاريخه): نزل عليه القرآن وهو ابن ثلاث وأربعين سنة لسبع وعشرين من رجب، قاله الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، وعند الحاكم مصححا: إن إسرافيل عليه السلام وكل به أولا ثلاث سنين قبل جبريل عليه السلام ، وأنكر ذلك الواقدي وقال: أهل العلم ببلدنا ينكرون أن يكون وكل به غير جبريل عليه السلام، وزعم السهيلي أن إسرافيل عليه السلام وكل به تدربا وتدريجا لجبريل عليه السلام كما كان أول نبوته الرؤيا الصادقة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية