الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3656 352 - حدثنا عبدان ، عن أبي حمزة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله رضي الله عنه قال : انشق القمر ونحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى ، فقال : " اشهدوا " ، وذهبت فرقة نحو الجبل .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وعبدان اسمه عبد الله ، وقد تكرر ذكره ، وأبو حمزة بالحاء المهملة وبالزاي اسمه محمد بن ميمون اليشكري ، والأعمش سليمان ، وإبراهيم هو النخعي ، وأبو معمر بفتح الميمين عبد الله بن سخبرة بفتح السين المهملة وسكون الخاء المعجمة ، وفتح الباء الموحدة ، وعبد الله هو ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ، وقد مضى هذا الحديث في باب سؤال المشركين أن يريهم النبي - صلى الله عليه وسلم - آية ، فإنه أخرجه هناك عن صدقة بن الفضل ، عن ابن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن عبد الله بن مسعود : وانشق القمر على عهد رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - شقتين ، فقال النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " اشهدوا " .

                                                                                                                                                                                  قوله : عن الأعمش ، عن إبراهيم ، وفي رواية السرخسي والكشميهني في آخر الباب من وجه آخر ، عن الأعمش ، حدثنا إبراهيم . قوله : عن أبي معمر هذا هو المحفوظ ، ووقع في رواية ابن مردويه ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة .

                                                                                                                                                                                  ووقع في رواية أبي نعيم ، عن شعبة ، عن الأعمش ، ووقع في التفسير عن شعبة ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر وهو المشهور .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ونحن مع النبي - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - الواو فيه للحال ، وفي رواية مسلم من طريق علي بن سهل ، عن الأعمش بينما نحن مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بمنى إذ انفلق القمر .

                                                                                                                                                                                  ( فإن قلت ) : يعارضه قول أنس : إن ذلك كان بمكة ، قلت : لا معارضة ; لأنه لم يصرح أنه - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - كان ليلة إذ بمكة ، ولئن سلمنا التصريح بذلك فمنى من جملة مكة ، والذي وقع في رواية الطبراني من [ ص: 11 ] حديث زر بن حبيش ، عن ابن مسعود قال : انشق القمر بمكة فرأيته فرقتين ، فهو محمول على ما ذكرناه ، وكذا كل ما روي نحوه . قوله : " اشهدوا " : أي اضبطوا هذا القدر بالمشاهدة . قوله : " وذهبت فرقة نحو الجبل " : أي ذهبت قطعة في ناحية جبل حراء ، وبقيت ناحية في مكانه، وقال الكرماني : والمشهور أنهما التأما في الحال لا بعد الغروب ، ثم قال : ( فإن قلت ) : ما التوفيق بينه وبين ما قال : رأوا حراء بينهما ؟ ( قلت ) : إذا نزلت قطعة تحت حراء ، وبقيت قطعة منه فهو بينهما ، وكذا إذا ذهبت الفرقة عن يمين حراء أو شماله ، أو الانشقاق كان مرتين .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية