الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3677 قال أبو عبد الله ، قال ابن عيينة : أحدهما البراء بن معرور .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أبو عبد الله هو البخاري : أي قال البخاري نفسه ، قال سفيان بن عيينة راوي الحديث : أحد الخالين البراء بتخفيف الراء ، وبالمد ابن معرور بفتح الميم وسكون العين المهملة وضم الراء الأولى ، قال أبو عمر : المعرور هو ابن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي الخزرجي أبو بشر ، وأمه الرباب بنت النعمان ، وهو أحد النقباء ليلة العقبة الأولى ، وكان سيد الأنصار وكبيرهم ، وهو أول من استقبل الكعبة للصلاة إليها ، وأول من أوصى بثلث ماله ، مات في حياة [ ص: 32 ] النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - قبل قدومه - صلى الله تعالى عليه وسلم - المدينة بشهر في صفر ، ولما قدم رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - المدينة أتى قبره في أصحابه ، وكبر عليه أربعا ، وصلى ، وفي بعض النسخ موضع قال أبو عبد الله قال عبد الله بن محمد ، وهو الجعفي أن ابن عيينة قال : أحدهما البراء بن معرور ، كذا في رواية أبي ذر وغيره ، ووقع في رواية الإسماعيلي قال سفيان : خالاه : البراء بن معرور ، وأخوه ولم يسمه ، واعترض الدمياطي قول سفيان في الحديث ، فقال : هذا وهم ; لأن أم جابر هي أنيسة بنت غنمة بن عدي ، وأخواها ثعلبة وعمرو هما خالا جابر ، وقد شهد العقبة الأخيرة ، وأما البراء بن معرور فليس هو من أخوال جابر انتهى .

                                                                                                                                                                                  وقال بعضهم : لكنه من أقارب أمه ، وأقارب الأم يسمون أخوالا مجازا ، ( قلت ) : لا ضرورة إلى الذهاب إلى المجاز من غير داع له مع شهرة النسب فيما بينهم ; لأن ثعلبة وعمرا ابنا غنمة بن عدي بن سنان بن عبيد ابن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ، وشهد ثعلبة العقبة في السبعين ، وشهد بدرا ، وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة ، قتل يوم الخندق شهيدا ، قتله هبيرة بن أبي وهب المخزومي ، قال أبو عمر : وقيل قتل يوم خيبر شهيدا ، وأما عمرو أخوه فإنه شهد بيعة العقبة مع أخيه ثعلبة ، وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم : ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم الآية ، ومات وليس له عقب ، وقال صاحب التوضيح : قال شيخنا في شرحه : يريد والله أعلم بخالاي عبس بن عامر بن عدي بن سنان بن عبيد ، وخالد بن عدي بن سنان ، وذلك أن أمه أنيسة بنت غنمة ، وهذا أقرب من قول ابن عيينة : أحدهما البراء بن معرور ، وأخوه ; لأنهم كلهم شهدوا العقبة ; لأن البراء من بني خنساء بن سنان بن عبيد إلى آخر ما ذكره الآن انتهى .

                                                                                                                                                                                  ( قلت ) : كأنه أراد بشيخه علاء الدين مغلطاي ، فإن له شرحا على البخاري ، واعترض عليه بعضهم ممن عاصرناه من أصحاب الدعاوى العريضة ، فقال : أما عبس فقد رأيناه في الصحابة ، وأما خالد بن عدي بن سنان فلم نره في الصحابة إنما كان في كتاب ابن الأثير خالد بن عدي كان ينزل الأشعر ، ( قلت ) : قال أبو عمر خالد بن عدي الجهني يعد في أهل المدينة ، وكان ينزل الأشعر ، روى عنه بشر بن سعيد ، وقال الذهبي له حديث في مسند أبي يعلى .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية