الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3703 396 - حدثني محمد بن صباح ، أو بلغني عنه ، حدثنا إسماعيل ، عن عاصم ، عن أبي عثمان النهدي قال : سمعت ابن عمر رضي الله عنهما إذا قيل له : هاجر قبل أبيه يغضب قال : وقدمت أنا وعمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدناه قائلا ، فرجعنا إلى المنزل ، فأرسلني عمر ، وقال : اذهب فانظر هل استيقظ فأتيته فدخلت عليه فبايعته ، ثم انطلقت إلى عمر فأخبرته أنه قد استيقظ ، فانطلقنا إليه نهرول هرولة حتى دخل عليه فبايعه ثم بايعته .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " هاجر " ، ومحمد بن الصباح بتشديد الباء الموحدة الدولابي البزاز بمعجمتين ، نزيل بغداد ، وإسماعيل هو ابن علية ، وعاصم هو ابن سليمان الأحول ، وأبو عثمان النهدي ، واسمه عبد الرحمن بن مل ، وهؤلاء كلهم بصريون .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أو بلغني عنه " قال الكرماني : هو نوع من الرواية عن المجهول ، وقيل : يحتمل أن يكون الذي بلغه عنه هو عباد بن الوليد أبو بدر الغبري بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة الخفيفة ; لأن أبا نعيم أخرجه في مستخرجه من طريقه ، عن محمد بن الصباح بلفظ إذا قيل له : أي لابن عمر هاجر قبل أبيه يغضب ، يعني يتكلم بكلام الغضبان ، وكان سبب غضبه أن لا يرفع فوق قدره ، ولا ينافس والده ، وأخرجه الطبراني من وجه آخر ، عن ابن عمر أنه كان يقول : لعن الله من يزعم أني هاجرت قبل أبي ، إنما قدمني في ثقله ، وفي إسناده ضعف ، والجواب الذي قاله هنا أصح منه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " قدمت أنا وعمر على رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - " أراد عند البيعة ، قيل : لعلها بيعة الرضوان ، وزعم الداودي أنها بيعة صدرت حين قدم النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - المدينة ، قيل فيه بعد لأن ابن عمر لم يكن حينئذ في نسق من يبايع ، وقد عرض على النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - بعد ذلك بثلاث سنين يوم أحد فلم يجزه ، فيحتمل أن تكون البيعة حينئذ على غير القتال . قوله : " قائلا من القيلولة " . قوله : " هرولة " وهي السير بين المشي على مهل والعدو .

                                                                                                                                                                                  [ ص: 56 ]



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية