الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3733 قال ابن إسحاق : أول ما غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأبواء ، ثم بواط ، ثم العشيرة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي قال محمد بن إسحاق بن يسار ضد اليمين المدني التابعي ، رأى أنس بن مالك ، صاحب كتاب المغازي ، المدني ، قدم بغداد وحدث بها ، ومات سنة خمسين ومائة ، ودفن في مقبرة الخيزران ، وهي اليوم مشهورة بمشهد الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه - وترجمته طويلة ، استشهد به البخاري في الصحيح ، وروى له في كتاب القراءة خلف الإمام وغيره ، وروى له مسلم في المتابعات ، واحتجت به الأربعة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أول ما غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - الأبواء " قال الواقدي - رحمه الله تعالى - : هي أول غزوة غزاها رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - بنفسه ، ويقال لها غزوة ودان ، وقال ابن إسحاق : خرج النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - غازيا في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة ، وقال ابن هشام : واستعمل على المدينة سعد [ ص: 74 ] ابن عبادة ، وقال ابن جرير : يريد قريشا وبني ضمرة بن بكر بن عبد مناة من كنانة ، فوادعته فيها بنو ضمرة ، ورجع رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - ولم يلق كيدا ، والأبواء بفتح الهمزة وبالباء الموحدة الساكنة ممدودا موضع معروف بين مكة والمدينة ، وهي إلى المدينة أقرب ، كأنه سمي بجمع بو ، وهو جلد ولد الإبل المحشي بالتبن ، وقال البكري : الأبواء قرية جامعة مذكورة في رسم الفرع ، وودان بفتح الواو وتشديد الدال المهملة على وزن فعلان ، قال البكري : قرية من أمهات القرى ، وقال ياقوت : بينها وبين أبواء ثمانية أميال .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ثم بواط " أي : ثم غزا بواط ، وهو بضم الباء الموحدة وتخفيف الواو بعد الألف طاء مهملة ، قال الصغاني : بواط جبل من جبال جهينة من ناحية ذي خشب ، وبين بواط والمدينة ثلاثة برد أو أكثر ، وقال ابن إسحاق : غزا رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - في شهر ربيع الأول يعني من السنة الثانية من الهجرة يريد قريشا ، قال ابن هشام : واستعمل على المدينة السائب بن عثمان بن مظعون ، وقال الواقدي : استخلف عليها سعد بن معاذ ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مائتي راكب ، وكان لواؤه مع سعد بن أبي وقاص ، وكان قصده أن يتعرض لعير قريش ، وكان فيه أمية بن خلف ومائة رجل وخمسمائة بعير ، قال ابن إسحاق : حتى بلغ بواط من ناحية رضوى ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق فيها كيدا ، فلبث بها شهر ربيع الآخر وبعض جمادى .

                                                                                                                                                                                  قوله : " ثم العشيرة " أي : ثم غزا العشيرة ، قال ابن إسحاق : ثم غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشا ، قال ابن هشام : واستعمل على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد ، وقال الواقدي : وكان لواؤه مع حمزة - رضي الله تعالى عنه - قال : وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعرض لعير قريش ذاهبة إلى الشام حتى نزل العشيرة من بطن ينبع فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة ، ووادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا ، قلت : ولم يكن في هذه الغزوات الثلاث حرب .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية