الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3770 39 - حدثنا قتيبة ، حدثنا ليث ، عن يحيى ، عن نافع ، أن ابن عمر - رضي الله عنهما - ذكر له أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وكان بدريا ، مرض في يوم جمعة ، فركب إليه بعد أن تعالى النهار واقتربت الجمعة ، وترك الجمعة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ذكره هنا لقوله : وكان بدريا ، وإنما نسب إليه مع أنه لم يشهده ; لأنه كان ممن ضرب له النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - بسهمه وأجره ، وذلك لأنه - صلى الله تعالى عليه وسلم - بعثه وطلحة بن عبيد الله إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار عن عير أهل مكة ، ففاتهما بدر ، فضرب بسهميهما وأجريهما ، فعدا بذلك من أهل بدر .

                                                                                                                                                                                  وقتيبة هو ابن سعيد ، والليث بن سعد ، ويحيى هو ابن سعيد الأنصاري ، والحديث من أفراده .

                                                                                                                                                                                  قوله: " ذكر له " على صيغة المجهول ، أي : ذكر لعبد الله بن عمر . قوله : " أن سعيد بن زيد " هو أحد العشرة المبشرة . قوله : " فركب إليه " أي : فركب ابن عمر إلى سعيد . قوله : " وترك الجمعة " أي : ترك صلاة الجمعة ، قال الكرماني : كان لعذر ، وهو إشراف القريب على الهلاك ، لأنه كان ابن عم عمر - رضي الله تعالى عنه - وزوج أخته ، وقال صاحب التوضيح أيضا : هذا لأجل قرابته منه ، وهو عذر ، قلت : فيما قالا نظر ، نعم لو كان في عدم حضوره هلاكه لأجل علة من العلل كان له في ذلك الوقت ترك الجمعة ، وقال ابن التين : يترك الجمعة إذا لم يكن معه من يقوم به .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية