الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3795 66 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن علية ، حدثنا سليمان التيمي ، حدثنا أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر : من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده [ ص: 118 ] قد ضربه ابنا عفراء حتى برد ، فقال : آنت أبا جهل ؟ قال ابن علية : قال سليمان : هكذا قالها أنس ، قال : أنت أبا جهل ؟ قال : وهل فوق رجل قتلتموه ؟ قال سليمان : أو قال : قتله قومه ، قال : وقال أبو مجلز : قال أبو جهل : فلو غير أكار قتلني .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ذكره هنا مع كونه تقدم في أوائل هذه الغزوة لأجل قوله : قد ضربه ابنا عفراء لأنه يدل قطعا أنهما شهدا بدرا ، وهما معاذ ومعوذ الأنصاريان ، وقد مر عن قريب .

                                                                                                                                                                                  ويعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي ، وهو شيخ مسلم أيضا ، وابن علية هو إسماعيل بن إبراهيم ، وعلية أمه بضم العين المهملة وفتح اللام وتشديد الياء آخر الحروف ، وسليمان هو ابن طرخان أبو المعتمر التيمي البصري .

                                                                                                                                                                                  قوله : " حتى برد " أي : مات . قوله : " آنت أبا جهل " بهمزة الاستفهام على سبيل التقريع ، ونصب أبا جهل على طريقة النداء أو على لغة من جوز ذلك . قوله : " وهل فوق رجل قتلتموه " أي : ليس فعلكم زائدا على قتل رجل . قوله : " أبو مجلز " هو لاحق بن حميد . قوله : " فلو غير أكار قتلني " أي : لو قتلني غير أكار ; لأن لو لا يأتي بعدها إلا الفعل ، والأكار بفتح الهمزة وتشديد الكاف الزراع والفلاح ، وكان الذين قتلوه من الأنصار وهم أهل الزراعة ، يريد بذلك استخفافهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية