الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3853 118 - حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا أبو أسامة ، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة ، عن جده أبي بردة ، عن أبي موسى رضي الله عنه - أرى عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : رأيت في رؤياي أني هززت سيفا فانقطع صدره ، فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد ، ثم هززته أخرى فعاد أحسن ما كان ، فإذا هو ما جاء به الله من الفتح واجتماع المؤمنين ، ورأيت فيها بقرا والله خير ، فإذا هم المؤمنون يوم أحد .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله " فإذا هو ما أصيب من المؤمنين يوم أحد " ، وأبو أسامة حماد بن أسامة ، وبريد بضم الباء الموحدة ، وأبو بردة - بضم الباء أيضا - اسمه عامر ، وقيل غير ذلك ، وقد مر غير مرة ، وبريد هذا يروي عن جده أبي بردة ، وأبو بردة يروي عن أبيه أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري مقطعا في غير موضع في المغازي وعلامات النبوة والتعبير .

                                                                                                                                                                                  قوله " أرى عن النبي صلى الله عليه وسلم " ، كذا وقع في الأصول ، وهو بضم الهمزة بمعنى أظن ، قال بعضهم : القائل ذلك هو البخاري ، فكأنه شك هل سمع من شيخه صيغة الرفع أم لا ؟ قلت : يحتمل أن يكون قائله شيخه محمد بن العلاء .

                                                                                                                                                                                  قوله " رأيت " ، وفي رواية الكشميهني " أريت " على صيغة المجهول .

                                                                                                                                                                                  قوله " سيفا " ، وفي رواية الكشميهني " سيفي " ، وقد تقدم في أول الغزوة أنه ذو الفقار .

                                                                                                                                                                                  قوله " فانقطع صدره " ، وعند ابن إسحاق " وأريت في ذباب سيفي ثلما " ، وعند أبي الأسود في المغازي عن عروة " رأيت سيفي ذا الفقار قد انقصم من عند ظبته " ، وكذا عند ابن سعد .

                                                                                                                                                                                  قوله " بقرا " بالباء الموحدة والقاف ، وفي رواية أبي الأسود عن عروة " بقرا تذبح " ، وكذا في حديث ابن عباس عند أبي يعلى .

                                                                                                                                                                                  قوله " والله خير " ، كذا بالرفع فيهما على أنه مبتدأ وخبر ، وفيه حذف تقديره وثواب الله خير أو صنع الله بالمقتولين خير لهم من بقائهم في الدنيا ، وقال السهيلي : معناه رأيت بقرا تنحر ، والله عنده خير . وفي رواية ابن إسحاق " إني رأيت والله خيرا ; رأيت بقرا " ، قال النووي : جاء في رواية " رأيت بقرا تنحر " ، وبهذه الزيادة يتم تأويل الرؤيا إذ نحر البقر هو قتل الصحابة بأحد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية