الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3966 224 - حدثنا قتيبة ، حدثنا يعقوب ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون ، فاقتتلوا ، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه ، فقيل : ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنه من أهل النار ، فقال رجل من القوم : أنا صاحبه ، قال : فخرج معه كلما وقف وقف معه ، وإذا أسرع أسرع معه ، قال : فجرح الرجل جرحا شديدا ، فاستعجل الموت ، فوضع سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه ، فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أنك رسول الله ، قال : وما ذاك ؟ قال : الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار فأعظم الناس ذلك ، فقلت : أنا لكم به ، فخرجت في طلبه ، ثم جرح جرحا شديدا ، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض ، وذبابه بين ثدييه ، ثم تحامل عليه فقتل نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ، وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس ، وهو من أهل الجنة .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  لا وجه لذكر هذا الحديث هنا ; لأنه ليس فيه تعلق ما بغزوة خيبر ظاهرا ، وقد تعسف بعضهم فقال : يتحد هذا الحديث بحديث أبي هريرة الذي يليه في القصة ، وصرح في حديث أبي هريرة أن ذلك كان بخيبر ، فبينهما بون بعيد في ألفاظ المتن ، يعرف ذلك من يقف عليهما .

                                                                                                                                                                                  ويعقوب هو ابن عبد الرحمن الإسكندراني ، وأبو حازم سلمة بن دينار .

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الجهاد ، في باب : لا تقول : فلان شهيد ; فإنه أخرجه هناك نحو هذا سندا ومتنا ، ومر الكلام فيه هناك .

                                                                                                                                                                                  قوله : " فلما مال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم " أي فلما رجع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد فراغ القتال في ذلك اليوم . قوله : " وفي أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم رجل " قالوا : إن اسمه قزمان بضم القاف وسكون الزاي الظفري ، بفتح الظاء المعجمة والفاء ، نسبة إلى بني ظفر - بطن من الأنصار ، وكان يكنى أبا الغيداق بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف ، وبالدال المهملة ، وفي آخره قاف . قوله : " لا يدع " أي لا يترك ، قوله : " شاذة " بالشين المعجمة وتشديد الذال المعجمة ، وهو الذي ينفرد عن الجماعة . قوله : " ولا فاذة " بالفاء مثله ، وهو الذي لا يختلط بهم ، وهما صفتان لمحذوف أي لا يدع نسمة شاذة ولا نسمة فاذة ، ويجوز أن تكون التاء فيهما للمبالغة كما في علامة ونسابة ، وقيل : المراد ما كبر وصغر ، وقيل : الشاذ الخارج ، والفاذ المنفرد ، وقال بعضهم : والثاني إتباع ، قلت : فيه نظر لا يخفى ، قوله : فقيل ما أجزأ ، ويروى : " فقال وقالوا وفقلت " ، قوله : " فقال رجل من القوم " قيل : هو أكثم بن أبي الجون . قوله : " وذبابه " بضم الذال المعجمة ، أي طرفه الحد .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية