الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  3967 225 - حدثنا أبو اليمان ، أخبرنا شعيب ، عن الزهري ، قال : أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : شهدنا خيبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام [ ص: 240 ] هذا من أهل النار ، فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراحة ، فكاد بعض الناس يرتاب ، فوجد الرجل ألم الجراحة ، فأهوى بيده إلى كنانته ، فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه ، فاشتد رجال من المسلمين ، فقالوا : يا رسول الله صدق الله حديثك انتحر فلان فقتل نفسه ، فقال : قم يا فلان فأذن أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ; إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وأبو اليمان الحكم بن نافع ، وشعيب بن أبي حمزة ، والحديث مضى في الجهاد في باب : " إن الله يؤيد الدين بالرجل الفاجر " ; فإنه أخرجه هناك بأتم منه من طريقين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " لرجل " اللام فيه بمعنى عن كما في قوله تعالى : وقال الذين كفروا للذين آمنوا ويجوز أن يكون بمعنى في ، كما في قوله تعالى : ونضع الموازين القسط ليوم القيامة والمعنى قال في شأنه ، قوله : " فاشتد " أي أسرع في الجري ، قوله : " انتحر" أي نحر نفسه ، قوله : " يرتاب " ، أي يشك في صدق الرسول وحقيقة الإسلام ، وفي رواية معمر في الجهاد أن يرتاب ودخول أن على خبر كاد جائز مع قلة ، قوله : " قم يا فلان " هو بلال رضي الله تعالى عنه ، كما وقع صريحا في الجهاد ، قوله : " يؤيد " ، وفي رواية الكشميهني : " ليؤيد " ، قوله : " بالرجل الفاجر " يحتمل أن يكون اللام للجنس ، فيعم كل فاجر أيد الدين وساعده بوجه من الوجوه ، ويحتمل أن تكون للعهد عن ذلك الشخص المعين ، وهو قزمان المذكور في الحديث السابق ، ولكنه إنما يكون للعهد إذا كان الحديثان متحدين في الأصل ، والظاهر التعدد . والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية