الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4061 318 - حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، قال : سمعت البراء رضي الله [ ص: 296 ] عنه وجاءه رجل فقال : يا أبا عمارة أتوليت يوم حنين ، فقال : أما أنا فأشهد على النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يول ، ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء يقول :


                                                                                                                                                                                  أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب



                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " أتوليت يوم حنين ؟ " وسفيان هو الثوري ، وأبو إسحاق هو عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي ، وقد مضى الحديث في الجهاد ، في باب بغلة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم البيضاء .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يا أبا عمارة " هي كنية البراء ، قوله : " أتوليت " الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الاستخبار ، أي : انهزمت ، قوله : " أما أنا ... إلى آخره " فيه جواب بديع يبين فيه أولا : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يول أيضا ; لأن إخباره بقوله : " ولكن عجل سرعان القوم ... إلى آخره " يدل على أنه ثبت ; لأن المولى لا يقدر على إخبار ما شاهده البراء في هذه القضية على هذه الصورة ، ( فإن قلت ) : جوابه لا يطابق سؤال الرجل ; لأنه سأل عنه هل توليت أم لا ؟ ولم يسأل عن حال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قلت : لأنه فهم بقرينة الحال أنه سأل عن فرار الكل ، فيدخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم ويؤيده ما في الطريق الذي يأتي عقيبه ، أوليتم مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وأجاب بقوله : " أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لم يول " ، قوله : " سرعان القوم " بفتح السين المهملة ، وفتح الراء ويجوز بالتسكين أيضا ، وقال الكرماني : وسرعان بضم المهملة وكسرها جمع السريع ، حكي هذا عن بعضهم ، وليس كذلك لأن جماعة منهم ابن الأثير وغيره قد ضبطوه مثل ما ضبطناه ، وقال : سرعان القوم أوائلهم الذين يسارعون إلى شيء ويقبلون عليه بسرعة ، وقال الخطابي بعضهم يقول بكسر السين ، وهو خطأ ، قوله : " فرشقتهم " من الرشق بالشين المعجمة والقاف ، وهو الرمي ، وهوازن قبيلة كبيرة من العرب فيها عدة بطون ينسبون إلى هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة - بالخاء المعجمة والصاد المهملة وبالفاء كلها مفتوحة - ابن قيس غيلان بن إلياس بن مضر ، وأبو سفيان بن الحارث هو ابن عبد المطلب بن هاشم ، وهو ابن عم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قوله : " آخذ " على وزن فاعل ، قوله : " يقول " جملة وقعت حالا .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية