الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4070 326 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن أبي العباس الشاعر الأعمى ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف فلم ينل منهم شيئا ، قال : إنا قافلون إن شاء الله فثقل عليهم وقالوا : نذهب ولا نفتحه ، وقال مرة : نقفل ، فقال اغدوا على القتال فغدوا فأصابهم جراح ، فقال : إنا قافلون غدا إن شاء الله فأعجبهم فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال سفيان مرة فتبسم قال : قال الحميدي : حدثنا سفيان الخبر كله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وسفيان هو ابن عيينة ، وعمرو هو ابن دينار ، وأبو العباس الشاعر اسمه السائب بن فروخ المكي الأعمى ، وعبد الله بن عمرو بن العاص هكذا وقع عمرو بالواو ، وفي رواية الكشميهني والنسفي والأصيلي وقرئ على أبي زيد المروزي فرده بضم العين المهملة ، وقال الدارقطني : الصواب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، وكذلك عند ابن المديني والحميدي وغيرهما من حفاظ أصحاب ابن عيينة عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقد بالغ الحميدي في مسنده في روايته عن ابن عيينة في الحديث عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وكذلك أخرجه البيهقي في الدلائل ، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن عيينة فقال عبد الله بن عمرو يعني بالواو ، وكذا رواه عنه مسلم ، وكذا روي عن يحيى بن معين ، وهذا كما رأيت فيه اختلاف شديد ، ولكن غير ضار .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه البخاري أيضا في الأدب عن قتيبة ، وأخرجه مسلم في المغازي عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره ، وأخرجه النسائي في الموضعين من السير عن عبد الجبار بن العلاء .

                                                                                                                                                                                  قوله : [ ص: 305 ] " لما حاصر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الطائف " كانت مدة المحاصرة ثمانية عشر يوما ، ذكره ابن سعد ، ويقال : خمسة عشر يوما ، وقال ابن هشام : سبعة عشر يوما ، وعن مكحول : أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم نصب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يوما ، وفي الجمع بين الصحيحين لأبي نعيم الحداد حصار الطائف كان أربعين ليلة ، وروى يونس عن ابن إسحاق ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك ، وفي السير لسليمان بن طرخان أبي المعتمر حاصرهم شهرا ، وعند الزهري وابن حبان بضع عشرة ليلة ، وصححه ابن حزم ، وعن الربيع بن سالم عشرين يوما ، قوله : " إنا قافلون " أي : راجعون إلى المدينة ، قوله : " فثقل عليهم " يعني قوله : " إنا قافلون " وبين سبب ذلك بقولهم : نذهب ولا نفتحه ، فقال صلى الله تعالى عليه وسلم : " اغدوا على القتال " يعني سيروا أول النهار لأجل القتال ، قوله : " فأصابهم جراح " أي : من السهام والحجارة وسكك الحديد المحماة ، قوله : " فأعجبهم " أي : قوله : " إنا قافلون غدا إن شاء الله " لأنهم كانوا تألموا منهم ، فلما سمعوا من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم القفول فرحوا فلذلك ضحك صلى الله عليه وسلم ، قوله : " وقال سفيان " أي : ابن عيينة ، الراوي مرة فتبسم ، وهذا ترديد منه ، قوله : " قال الحميدي : حدثنا سفيان الخبر كله " بالنصب ، أي : أخبرنا سفيان بجميع الحديث بلفظ : أخبرنا أو أخبرني لا بغيره مثل العنعنة ، ووقع في رواية الكشميهني بالخبر كله .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية