الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4072 ( وقال هشام : وأخبرنا معمر ، عن عاصم ، عن أبي العالية أو أبي عثمان النهدي قال : سمعت سعدا ، وأبا بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عاصم : قلت : لقد شهد عندك رجلان [ ص: 306 ] حسبك بهما قال : أجل ، أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله ، وأما الآخر فنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هشام هو ابن يوسف الصنعاني ، وعاصم قد مر الآن ، وأبو العالية رفيع مصغر رفع ضد الخفض ابن مهران الرياحي البصري ، أدرك الجاهلية وأسلم بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين .

                                                                                                                                                                                  قوله : " أو أبي عثمان " شك من الراوي ، وهو مر عن قريب ، قوله : " عندك " خطاب لأبي العالية أو ، لأبي عثمان ، والذي يخاطب هو عاصم ، قوله : " رجلان " أراد بهما سعدا وأبا بكرة ، قوله : " حسبك بهما " أي : كافيك بهذين الاثنين في الشهادة ، قوله : " وأما الآخر " فهو أبو بكرة ، قوله : " ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف " أراد أن الذين نزلوا من أهل الطائف راغبين في الإسلام ثلاثة وعشرون ، وأبو بكرة منهم ، وأراد البخاري بهذه الرواية بيان عدد من أبهم في الرواية السابقة ; لأنه قال فيها في أناس ، وهو مبهم من حيث العدد ، وبينه في هذه الرواية ، ( فإن قلت ) قد زعم موسى بن عقبة في مغازيه أنه لم ينزل من سور الطائف غير أبي بكرة ، وتبعه الحاكم في ذلك ( قلت ) : الذي في الصحيح يرد عليه ، ووفق بعضهم بين القولين بأن أبا بكرة نزل وحده أولا ثم نزل الباقون بعد ، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية