الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4074 329 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا إسماعيل ، حدثنا ابن جريج قال : أخبرني عطاء : أن صفوان بن يعلى بن أمية أخبره أن يعلى كان يقول : ليتني أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 307 ] حين ينزل عليه ، قال : فبينا النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة وعليه ثوب قد أظل به معه فيه ناس من أصحابه ، إذ جاءه أعرابي عليه جبة متضمخ بطيب فقال : يا رسول الله ، كيف ترى في رجل أحرم بعمرة في جبة بعد ما تضمخ بالطيب ، فأشار عمر إلى يعلى بيده أن تعال ، فجاء يعلى ، فأدخل رأسه ، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم محمر الوجه يغط كذلك ساعة ، ثم سري عنه فقال : أين الذي يسألني عن العمرة آنفا ؟ فالتمس الرجل فأتي به فقال : أما الطيب الذي بك فاغسله ثلاث مرات ، وأما الجبة فانزعها ثم اصنع في عمرتك كما تصنع في حجك .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله : " بالجعرانة " وإسماعيل هو ابن إبراهيم ، المعروف بابن علية ، وابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج المكي ، وعطاء هو ابن أبي رباح ، ويعلى بفتح الياء آخر الحروف ، وسكون العين المهملة ابن أمية ، ويقال منية وهي أمه أخت عتبة بن غزوان ، وأبوه أيضا أمية بن أبي عبيدة بن همام بن الحارث ، قال أبو عمر : ينسب حينا إلى أمه ، وحينا إلى أبيه ، قتل بصفين مع علي رضي الله تعالى عنه سنة ثمان وثلاثين بعد أن كان مع عائشة في وقعة الجمل ، روى هذا الحديث عنه ابنه صفوان ، وروى عنه عطاء في مواضع ، والحديث مضى في أوائل الحج في باب غسل الخلوق ، وأيضا مضى في باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج ، فإنه أخرجه هناك عن أبي نعيم ، عن همام ، عن عطاء ، قوله : " حين ينزل عليه " أي : الوحي ، قوله : " متضمخ " بالرفع صفة أعرابي بعد صفة ، أو هو خبر مبتدأ محذوف ، أي : هو متضمخ ، أي : متلطخ ، قوله : " يغط " يقال : غط أي : هدر في الشقشقة ، وغطيط النائم غيره ، قوله : " ثم سري عنه " أي : انكشف ، وقد مر شرحه مستوفى في باب غسل الخلوق .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية