الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4078 333 - حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا أزهر ، عن ابن عون ، أنبأنا هشام بن زيد بن أنس ، عن أنس رضي الله عنه قال : لما كان يوم حنين التقى هوازن ومع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف والطلقاء ، فأدبروا قال : يا معشر الأنصار ، قالوا : لبيك يا رسول الله وسعديك ، لبيك نحن بين يديك ، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أنا عبد الله ورسوله ، فانهزم المشركون ، فأعطى الطلقاء والمهاجرين ولم يعط الأنصار شيئا ، فقالوا : فدعاهم فأدخلهم في قبة فقال : أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار شعبا لاخترت شعب الأنصار .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في حديث أنس ، عن علي بن عبد الله المعروف بابن المديني ، عن أزهر بن سعد السمان البصري ، عن عبد الله بن عون ، عن هشام بن زيد بن أنس ، عن جده أنس بن مالك .

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه مسلم في الزكاة عن أبي موسى وإبراهيم بن محمد بن عرعرة .

                                                                                                                                                                                  قوله : " التقى هوازن " أي : التقى النبي صلى الله عليه وسلم هوازن ، والواو في : " ومع النبي صلى الله عليه وسلم " للحال ، والطلقاء هكذا في رواية الكشميهني : عشرة آلاف والطلقاء بحرف الواو التي للعطف ، ويروى عشرة آلاف من الطلقاء ، وليس بصواب ; لأن الطلقاء لم يبلغوا هذا القدر ولا عشر عشره ، وقد تكلف بعضهم بأن الواو فيه مقدرة عند من جوز تقدير حذف العطف ، وفيه نظر لا يخفى ، والطلقاء جمع طليق ، وهو الأسير الذي أطلق عنه الأسر ، وخلي سبيله ، ويراد بهم أهل مكة ، فإنه صلى الله عليه وسلم أطلق عنهم وقال لهم : أقول لكم ما قال يوسف : لا تثريب عليكم اليوم قوله : " فقالوا " أي : تكلموا في منع العطاء عنهم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية