الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4082 337 - ( حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا معاذ بن معاذ ، حدثنا ابن عون ، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم ، ومع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف ، ومن الطلقاء فأدبروا عنه حتى بقي وحده ، فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما التفت عن يمينه فقال : يا معشر الأنصار ، قالوا : لبيك يا رسول الله ، أبشر نحن معك ، ثم التفت عن يساره فقال : يا معشر الأنصار ، قالوا : لبيك يا رسول الله ، أبشر نحن معك ، وهو على بغلة بيضاء فنزل فقال : أنا عبد الله ورسوله ، فانهزم المشركون فأصاب يومئذ غنائم كثيرة ، فقسم في المهاجرين والطلقاء ، ولم يعط الأنصار شيئا فقالت الأنصار : إذا كانت شديدة فنحن ندعى ويعطى الغنيمة غيرنا ، فبلغه ذلك فجمعهم في قبة فقال : يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم ؟ فسكتوا فقال : يا معشر الأنصار ، ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا وتذهبون برسول الله صلى الله عليه وسلم تحوزونه إلى بيوتكم ؟ قالوا : بلى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لو سلك الناس [ ص: 312 ] واديا وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار ، فقال هشام : يا با حمزة وأنت شاهد ذاك ؟ قال : وأين أغيب عنه ؟! )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة ، وكان الوجه أن يقدم حديث أنس هذا على حديث عبد الله بن مسعود الذي سبق لتوالي طرق حديث أنس ، قيل : الظاهر أنه من تغيير الرواة عن الفربري ، فإن طريق أنس هذا سقط من رواية النسفي ، فلعل البخاري ألحقه فكتبه مؤخرا عن مكانه ، وقد أخرج هذا محمد عن ابن بشار ، عن معاذ بن نصر التميمي قاضي البصرة ، عن عبد الله بن عون إلى آخره ، وأخرج ذاك الطريق ، عن علي بن عبد الله ، عن الزهري ، عن عبد الله بن عون إلى آخره ، قوله : " بنعمهم " بفتح النون والعين ، وهي الشاة والبعير ، قوله : " وذراريهم " بتشديد الياء وتخفيفها وكانت عادتهم إذا أرادوا الثبات في القتال استصحبوا الأهالي وثقلهم معهم إلى موضع القتال ، قوله : " ومن الطلقاء " ويروى من الطلقاء ، وليس بصواب ، وقد مر الكلام فيه عن قريب ، قوله : " شديدة " يعني قضية شديدة مثل حرب ، قوله : " فنحن ندعى " على صيغة المجهول ، أي : نطلب ، قوله : " ويعطى " أي : النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قوله : " فبلغه ذلك " أي : فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، أي : ما قالوه ، ويروى ذاك بدون اللام ، قوله : " تحوزونه " بالحاء المهملة والزاي ، يقال : حازه يحوزه إذا قبضه وملكه واستبد به ، ويروى " تجيرونه " بالجيم والراء ، قاله الكرماني وفسره بقوله : تنقذونه فلينظر في ذلك ، قوله : " فقال هشام " هو هشام بن زيد الراوي ، وهو موصول بالإسناد المذكور ، قوله : " يا با حمزة " أصله يا أبا حمزة فحذفت الألف للتخفيف ، وأبو حمزة كنية أنس بن مالك ، قوله : " شاهد ذاك " كذا في رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره شاهد ذلك باللام فيه ، قوله : " وأين أغيب عنه ؟ " استفهام إنكاري حاصل المعنى : يا هشام لا تظن أن أنسا يغيب عن ذلك .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية