الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  الرحمن الرحيم اسمان من الرحمة: الرحيم والراحم بمعنى واحد، كالعليم والعالم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  قوله: "من الرحمة" أي مشتقان من الرحمة، وهي في اللغة الحنو والعطف، وفي حق الله تعالى مجاز عن إنعامه على عباده، وعن ابن عباس: الرحمن الرحيم اسمان رقيقان أحدهما أرق من الآخر; فالرحمن الرقيق، والرحيم العاطف على خلقه بالرزق. وقيل: الرحمن لجميع الخلق، والرحيم للمؤمنين. وقيل: رحمن الدنيا ورحيم الآخرة. وعن ابن المبارك: الرحمن إذا سئل أعطى، والرحيم إذا لم يسأل يغضب. وعن المبرد: الرحمن عبراني والرحيم عربي. قلت: في العبراني بالخاء المعجمة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الرحيم والراحم بمعنى واحد" فيه نظر; لأن الرحيم إن كان صيغة مبالغة فيزيد معناه على معنى الراحم، وإن كان صفة مشبهة فيدل على الثبوت بخلاف الراحم فإنه يدل على الحدوث، وأجيب بأن ما قاله بالنظر إلى أصل المعنى دون الزيادة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية