الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4217 14 - حدثنا يوسف بن راشد، حدثنا جرير، وأبو أسامة واللفظ لجرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، وقال أبو أسامة: حدثنا أبو صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يدعى نوح يوم القيامة فيقول: لبيك وسعديك يا رب، فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيقال لأمته: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير. فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ ويكون الرسول عليكم شهيدا فذلك قوله جل ذكره وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا والوسط: العدل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للآية ظاهرة، ويوسف هو ابن موسى بن راشد بن بلال القطان الكوفي، وجرير هو ابن عبد الحميد، وأبو أسامة حماد بن أسامة، والأعمش سليمان، وأبو صالح ذكوان، وأبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في كتاب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، في باب قوله تعالى إنا أرسلنا نوحا ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "والوسط العدل" قيل: هو مرفوع من نفس الخبر وليس بمدرج من قول بعض الرواة كما وهمه بعضهم.

                                                                                                                                                                                  قلت: فيه تأمل.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن جرير: الوسط العدل والخيار، وأنا أرى أن الوسط في هذا الموضع هو الوسط الذي بمعنى الجزء الذي هو بين الطرفين، مثل وسط الدار، وروي أن الرب عز وجل إنما وصفهم بذلك لتوسطهم في الدين، فلا هم أهل غلو فيه كالنصارى، ولا هم أهل تقصير فيه كاليهود، وقال الزمخشري: وقيل للخيار وسط; لأن الأطراف يتسارع إليها الخلل والإعواز، والأوساط محفوظة.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية