الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا في بيان أحكام هذه الآية، وهكذا هو في رواية أبي ذر، وساق في رواية كريمة إلى آخر الآية.

                                                                                                                                                                                  قوله: أحل لكم " وقرئ "أحل لكم ليلة الصيام الرفث" على بناء الفاعل في "أحل" وبنصب "الرفث" أي: أحل الله لكم الرفث أي الجماع، وقرأ عبد الله "الرفوث" وإنما أفصح فيما ينبغي أن يكنى عنه؛ استقباحا لما وجد منهم قبل الإباحة، كما سماه اختنانا لأنفسهم، وعدي بكلمة إلى لتضمنه معنى الإفضاء، وسبب نزول الآية هو دفع المشقة عن عباده؛ وذلك أن الرجل كان يحل له الأكل والشرب والجماع إلى أن يصلي العشاء الآخرة أو يرقد، فإذا صلى أو رقد ولم يفطر حرم عليه الطعام والشراب والجماع إلى القابلة، ثم إن ناسا من المسلمين أصابوا من الطعام والشراب بعد العشاء، منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه واقع أهله بعد العشاء، فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره بما فعل، وقام ناس أيضا فاعترفوا بما كانوا صنعوا بعد العشاء، فنزلت رخصة من الله، ورفع ما كانوا عليه في ابتداء الإسلام.

                                                                                                                                                                                  قوله: هن لباس لكم " استئناف كالبيان لسبب الإحلال، ولما كان الرجل والمرأة يعتنقان ويشتمل كل واحد منهما على صاحبه في عناقه شبه باللباس المشتمل عليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: تختانون أنفسكم " أي تظلمونها وتنقصونها حظها من الخير، والاختنان من الختن كالاكتساب من الكسب، فيه زيادة شدة.

                                                                                                                                                                                  قوله: فتاب عليكم " أي حين تبتم من المحظور.

                                                                                                                                                                                  قوله: فالآن باشروهن " أي في الوقت الذي كان يحرم عليكم الجماع فيه، والمباشرة المجامعة؛ لتلاصق بشرة كل منهما بصاحبه.

                                                                                                                                                                                  قوله: وابتغوا ما كتب الله لكم " أي اطلبوه، يقال: بغى الشيء يبغيه بغيا وابتغاه يبتغيه ابتغاء، ومعنى ما كتب الله لكم: ما قضاه لكم من الولد، وقيل: ما أحل لكم من الجماع، وقيل: ما كتب في اللوح المحفوظ، والأمر أمر إباحة، وقال أهل الظاهر: أمر إيجاب وحتم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية