الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  باب: تقاة وتقية واحدة

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار بهذا إلى ما في قوله تعالى إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير والمعنى مرتبط بما قبله وهو أول الآية لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك يعني ومن يوالي الكفار فليس من الله في شيء يقع عليه اسم الولاة إلا أن تتقوا منهم تقاة يعني إلا أن تخافوا من جهتهم أمرا يجب اتقاؤه، وانتصاب "تقاة" على أنه مفعول تتقوا، ويجوز أن يكون تتقوا متضمنا معنى تخافوا كما ذكرنا، ويكون "تقاة" نصبا على التعليل، ومعنى قول البخاري: "تقاة وتقية واحدة" يعني كلاهما مصدر بمعنى واحد، حتى قرئ في موضع "تقاة" "تقية" والعرب إذا كان معنى الكلمتين واحدا واختلف اللفظ يخرجون مصدر أحد اللفظين على مصدر اللفظ الآخر، وكان الأصل هنا أن يقال: إلا أن تتقوا منهم اتقاء، وهنا أخرج كذلك؛ لأن "تقاة" مصدر تقيت فلانا، ولم يخرج على مصدر "اتقيت" لأن مصدر "اتقيت" اتقاء وتقاة وتقية وتقى وتقوى، كلها مصادر تقيته [ ص: 136 ] بمعنى واحد، يقال: تقى يتقي مثل رمى يرمي، وأصل التاء الواو؛ لأنها في الأصل من الوقاية، ومن كثرة استعمالها بالتاء يتوهم أن التاء من نفس الحروف.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية