الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4332 130 - حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب، قال: أخبرني عمرو أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها: سقطت قلادة لي بالبيداء، ونحن داخلون المدينة، فأناخ النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل فثنى رأسه في حجري راقدا، أقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة، وقال: حبست الناس في قلادة فبي الموت لمكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد أوجعني، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ وحضرت الصبح، فالتمس الماء فلم يوجد، فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة الآية، فقال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ما أنتم إلا بركة لهم.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا طريق آخر في الحديث المذكور، أخرجه عن يحيى بن سليمان الجعفي الكوفي، سكن مصر، يروي عن عبد الله بن وهب، عن عمرو بن الحارث المصري.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ونحن" الواو فيه للحال.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فأناخ" أصله "أنوخ" قلبت الواو ألفا بعد نقل حركتها إلى ما قبلها، ومعناه أبرك ناقته، يقال: أنخت الجمل فاستناخ أبركته فبرك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فثنى رأسه في حجري" يقال: ثنى الشيء على الشيء إذا وضعه عليه، وفي رواية مسلم، فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم واضع رأسه على فخذي، والحجر بفتح الحاء وكسرها حجر الإنسان.

                                                                                                                                                                                  قوله: "راقدا" حال من الضمير الذي في ثنى الذي يرجع إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهي من الأحوال المقدرة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "لكزني" من اللكز بالزاي وهو الدفع في الصدر بالكف.

                                                                                                                                                                                  قوله: "في قلادة" أي لأجل قلادة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وحضرت الصبح": أي صلاة الصبح.

                                                                                                                                                                                  قوله: "أسيد بن حضير" كلاهما بالتصغير الأوسي الأنصاري، وكان من النقباء ليلة العقبة، ومات في شعبان سنة عشرين ودفن بالبقيع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فيكم" أي بسببكم، كقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: في النفس المؤمنة مائة إبل، واحتج به بعضهم على أن قيام الليل لم يكن واجبا على النبي صلى الله عليه وسلم، ورد بأنه يحتمل أنه كان صلى لما نزل، ثم نام، وفيه نظر; لأن القيام بعد هجعة، وأجيب بأنه يحتمل أنه كان هجع فلم ينتقض وضوؤه؛ لأن قلبه لم يكن ينام، ثم قام، فصلى، ثم نام، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                  قيل: كيف يكون جعل فقد العقد سببا لنزول هذه الآية هاهنا ولما في سورة النساء والقصة واحدة؟

                                                                                                                                                                                  وأجيب بأنه لا محذور في نزولهما على سبب واحد.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية