الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4377 175 - حدثنا أبو الوليد، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي الله عنه يقول: آخر آية نزلت يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة وآخر سورة نزلت براءة.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في آخر الحديث، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، والبراء بن عازب.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في آخر سورة النساء، فإنه أخرجه هناك عن سليمان بن حرب، عن شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت البراء قال: آخر سورة نزلت "براءة" وآخر آية نزلت يستفتونك. ومضى الكلام فيه هناك، وقد تقدم في تفسير سورة البقرة عن ابن عباس: أن آخر آية نزلت آية الربا، وقيل واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله بعدها، وقال الداودي: لم يختلفوا في أن أول "براءة" نزلت سنة تسع لما حج أبو بكر الصديق بالناس وأنزلت اليوم أكملت لكم دينكم عام حجة الوداع فكيف تكون براءة آخر سورة أنزلت؟! ولعل البراء أراد بعض سورة "براءة".

                                                                                                                                                                                  قلت: المراد الآخرية المخصوصة؛ لأن الأولية والآخرية من الأمور النسبية، والمراد بالسورة بعضها أو معظمها، ولا شك أن غالبها نزل في غزوة تبوك، وهي آخر غزوات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  وقال بعضهم: ويجمع بين حديثي البراء وابن عباس بأنهما لم ينقلاه وإنما ذكراه عن اجتهاد.

                                                                                                                                                                                  قلت: لا محل للاجتهاد في مثل ذلك على ما لا يخفى على المتأمل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية