الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4419 215 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى حتى إذا استيئس الرسل قال: قلت: أكذبوا أم كذبوا؟ قالت عائشة: كذبوا. قلت: فقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم فما هو بالظن، قالت: أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك، فقلت لها: وظنوا أنهم قد كذبوا، قالت: معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها. قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم فطال عليهم البلاء، واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم جاءهم نصر الله.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 309 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 309 ] مطابقته للترجمة ظاهرة، وصالح هو ابن كيسان، والحديث قد مر في قصة يوسف في آخر باب قوله تعالى لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ومر الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وهو يسألها) الواو فيه للحال أي وعروة يسأل عائشة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أكذبوا أم كذبوا) يعني مثقلة أم مخففة.

                                                                                                                                                                                  قوله: (قالت عائشة: كذبوا) يعني بالتثقيل.

                                                                                                                                                                                  قوله: (ذلك) أي الكذب في حق الله تعالى.

                                                                                                                                                                                  قوله: (أتباع الرسل) وهم المؤمنون، فالمظنون تكذيب المؤمنين لهم، والمتيقن تكذيب الكفار.

                                                                                                                                                                                  قوله: (معاذ الله) تعوذت من ظن الرسل أنهم مكذبون من عند الله بل ظنهم ذلك من قبل المصدقين لهم المؤمنين بهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية